أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

الفصل الثالث: ترجمة الإمام الأعظم زيد بن علي #:

صفحة 30 - الجزء 1

  الهمداني الكوفي⁣(⁣١)، (ت ١٤٧ هـ): (أَرَدْتُ الخُروجَ إلى الحَجّ، فَمَررتُ بالمدِينَة، فَقُلت: لَو دَخَلتُ عَلى زيد بن علي. فَدَخلتُ فَسَلَّمتُ عَليه، فَسَمِعتُه يَتَمثّل:

  وَمَن يَطْلبُ المَالَ المُمنّع بالقَنا ... يَعِش مَاجِدَاً أوْ تَخْتَرِمْهُ المخَارِمُ

  مَتى تَجمَعُ القَلب الذّكيَّ وَصَارِمَاً ... وَأنفاً حَميّا تَجْتَنبكَ المظَالمُ

  وَكُنتُ إذَا قَومٌ غَزَونِي غَزَوتُهم ... فَهل أنَا فِي ذَا يَال هَمدَان ظَالمُ

  قَالَ: فَخَرَجْتُ مِنْ عِندِه، وَظَننتُ أنَّ فِي نَفسِه شَيئاً. وَكَان مِنْ أَمْرِه مَا كَان»⁣(⁣٢)؛ فأدرك ابن أبي زائدَة الهمدانيّ مِن منطق الإمام زيد بن علي # أنّ نفسَه تتوقُ إلى العَدل، ورفع المظَالم، والخُروج على الظّالم، وأنّ ذلك كلّه من الشّرع وسنّة العدل الإلهيّ. ودخلَ # على جماعةٍ من القرشيين في المسجِد، فيهم سعد بن إبراهيم بن عبدالرّحمن بن عوف⁣(⁣٣) (ت ١٢٥ هـ)، ويظَهر أنّ ذلك في المدينة النبويّة، فقال لهم - بَعد أن أشارَ إليهم


(١) هو: زكريّا بن خالد بن ميمون الوادعيّ مولاهم، الهمدانيّ، الكوفيّ، أبو يحيى، ابن أبي زائدة، القاضي بالكوفة، صاحب الشّعبي، قال العلامة عبدالله ابن الإمام الهادي القاسمي #: «وعده المنصور بالله من رواة العدلية». روى عن: شعبة، ومصعب بن شيبة، وخالد بن سلمة، وغيرهم. روى عنه: وكيع بن الجراح، وشعبة، وسفيان الثوري، وغيرهم. انظر [الجداول الصغرى مختصر الطبقات الكبرى، سير أعلام النبلاء: ٦/ ٢٠٢].

(٢) مقاتل الطالبيين: ١٢٩، تاريخ مدينة دمشق: ١٩/ ٤٦٩، بغية الطلب في تاريخ مدينة حلب: ٩/ ٤٠٤٣.

(٣) هو: سعد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، الزّهري، القرشيّ، المدنيّ، أبو إسحاق، ويقال أبو إبراهيم، قاضي المدينة. قال عبدالله ابن الإمام الهادي القاسمي #: «ذكره المنصور بالله في =