أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

الفصل الثالث: ترجمة الإمام الأعظم زيد بن علي #:

صفحة 33 - الجزء 1

  من تنقّلات الإمام زيد بن علي #، ودعوته في حياة أخيه الإمام الباقر #:

  خرجَ الإمام زيد بن علي # إلى دمشق، في زمن عمر بن عبدالعزيز (ت ١٠١ هـ)، وزمن هشام بن عبدالملك (ت ١٢٥ هـ)، وِفادةً على عمر بن عبدالعزيز، وفي خصومَة على هشام بن عبدالملك، وذلك كله في حياة الإمام الباقر #، (ت ١١٧ هـ)، وكانت الشّيعَة تُكاتبُ علماء العترة في المدينة للخروج، فممّن كاتبوه في ذلك الإمام عبدالله بن الحسن #، والإمام زيد بن علي #، فأمّا الإمام عبدالله بن الحسن # فإنّه لم يثق في صدق نُصرتهم، وأمّا الإمام زيد بن علي # فإنّه لم يُجبهم رأساً حتّى خرجَ إلى الكوفة عدّة مرّات يستوثق حال النّاس ويُكاتبهم هُناك، وكانَ الإمام زيد بن علي # قدّ وجّه كتاب دعوةٍ عامّةٍ للأمّة، يدعوهم إلى من يرتضيه آل محمّد، لينظُر كيف صدقهم وجديتهم في إجابة الدّاعي من آل الرّسول، ذرية الحسن والحسين $، وقد روى هذه الدّعوة العامّة أبو مِخنف هنا⁣(⁣١)، وهذا من تدبير وحنكة الإمام زيد بن علي #.

  توجّهت أنظار الشّيعَة وغيرهم إلى الإمام زيد بن علي #، لمّا قد ظهرَ لهم منه العزم على الدّعوة في ذلك الزّمان. ويَظهر أنّ من الشّيعة مَن كانَ يُريدُ أن يعلمَ من حال الإمام زيد بن علي # هل هُو مستحقٌّ للبيعَة، ولمّا كانَ الإمام الباقر # مِن شيوخ العترة في زمانه وقد اعتادوا الدّخول والخروج عليه في الفُتيا وطلب العُلوم باعتبار أنه كان أبرزَ العترة في زمانِه وأكبرهم سنّاً، فإنّه وفدَ إليه جماعة من


(١) انظر الخبر رقم (٣) في هذا الكتاب.