أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

الفصل الثالث: ترجمة الإمام الأعظم زيد بن علي #:

صفحة 35 - الجزء 1

  تأييد الإمام الباقر # لإمامة الإمام زيد بن علي # عندما حثّ على مُبايعته، وعندما قرّر أنّه أفضلهم بتلك الدّعوة؛ فقالوا: أنّ الإمام زيد بن علي # لم يكُن لدعوته أثرٌ في حياة الإمام الباقر #، فعزمنا أن نأتي على ذلك من مصادرِهم ومصادرِ الشيّعة بعُموم، وإن كنّا لا نصّحّح روايتهم فهي من أثر الرّفض وموضوعاته فيهم، وإنّما الغرضُ إيقافهم على وجود أثر تلك الدّعوة من مصنّفاتهم خاصّتهم، وفيها ما رواه الكُليني - وكتابهُ مُعتبرٌ عند طائفةٍ منهم -، بإسناده، (أنّ زَيد بن علي بن الحُسين # دَخل على أبي جعفر محمّد بن علي ومَعَه كُتبٌ مِن أهلِ الكُوفة يَدعونه فيها إلى أنفُسِهم، ويخبرونه باجتماعهِم، ويَأمرونه بالخروج. فَقال له أبو جعفر #: هَذِه الكُتب ابتداءٌ مِنهُم، أو جَواب مَا كَتبتَ به إليهم وَدَعوتَهم إليه؟. فَقال: بَل ابتداء مِن القَوم؛ لمَعرِفَتهم بحقّنا وَبقَرابتنا مِن رَسُول الله ÷ ولما يجدون في كتاب الله ø مِن وجُوب مَودّتنا وفَرض طَاعَتنا، ولما نحن فيه من الضيق والضّنك و البلاء. فقال له أبو جَعفر #، إنّ الطّاعَة مَفروضَة مِنَ الله ø وسنّة ... الرواية»⁣(⁣١).

  ويَقُول المَجلسي: «وَيُروى أنّ زيد بن علي لمّا عزم عَلى البَيعة قَال له أبو جعفر #: يَا زيد إنّ مثل القَائم من أهل هذا البيت قبل قيام مهديهم، مثل فرخ نهض من عشه من غير أن يستوي جناحاه، ... الرواية»⁣(⁣٢)، وأيضاً من طريق الإسماعيلية يرويها


(١) أصول الكافي: ١/ ٣٥٦.

(٢) بحار الأنوار: ٤٦/ ٢٣٦.