الفصل الثالث: ترجمة الإمام الأعظم زيد بن علي #:
  النّعمان المغربي(١)، وأختمُ بما رواه الراوندي، عن الحسن بن راشد قال: «ذكرتُ زيد بن علي فتنقصته عند أبي عبد الله # فقال: لا تفعل! رحم الله عمي إن عمي أتى أبي فقال: إني أريد الخروج على هذا الطاغية ... الرواية»(٢)، فيتأمل السّائل هذه القدر مما اتفقت عليه المصادر من وجود أثر دعوة الإمام زيد بن علي # قبل وفاة الإمام الباقر #، وأؤكّد أنّ هذا منّا لا يعني تصحيح تلك الرّوايات وإنّما احتجاجٌ على الآخر من مصادره من ذلك الاجتماع على الأصل، وإلاّ فإنّ الإمامية روايتهم وتراثُهم مُظلمٌ في إفادة الاطمئنان في كثيرٍ من القضايا، ويروي سبط ابن الجوزي قال وهو يذكر خبر الرافضة مع الإمام زيد بن علي #: «[وقال هشام:] وكانوا قد اجتمعوا بأبي جعفر محمَّد بن عليّ وقالوا: ما تقولُ في زيد بن علي؟ قال: سيِّدُنا وأفضلُنا، بايِعُوه»(٣).
  وفي إثبات دعوة الإمام زيد # لنفسه نذكُر ذلك من مصادر الأمّة، فمن ذلك: من طريق الإسماعيلية، يقول القاضي النعمان المغربي: «وقَد ذَكرنَا قِصّة زَيد بن علي بن الحسين $، وهُو أوّل مَنْ قَام بذلك وادّعَى الإمَامَة»(٤)، وممّا يرويه المُؤرّخون وغيرهم في شأن دعوة الإمام زيد بن علي # لنفسه: قال أبو مِخنف لوط بن يحيى الأزديّ (ت ١٥٧ هـ)، برواية الطّبري عنه: «قَالَ أبو مِخنف: فَأقبلَت الشّيعَة لما
(١) شرح الأخبار: ٣/ ٢٨٥.
(٢) الخرائج والجرائح: ١/ ٢٨١.
(٣) مرآة الزمان في تواريخ الأعيان: ١١/ ١٥٨.
(٤) شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار: ٣/ ٣١٩.