أخبار الإمام زيد (ع)،

أبو مخنف الأزدي (المتوفى: 157 هـ)

الفصل الثالث: ترجمة الإمام الأعظم زيد بن علي #:

صفحة 37 - الجزء 1

  رَجَع إلى الكُوفَة يختلفُون إليه، وَيبُايعون لَه، ..... ، وَأرْسَل إلى أهل السَّواد وَأهل المُوصِل رِجَالاً يَدعونَ إليهِ»⁣(⁣١)، فالدّعوة إليه لا إلى غيرِه، وهذا مرويٌّ عن أبي مِخنف بإسنادِه في سَيرتِه هَذِه⁣(⁣٢). وروى البلاذُري أحمد بن يحيى بن جابر (ت ٢٧٩ هـ)، قال: «وَكتبَ زَيدٌ إِلَى أهل الآفَاق كُتباً يَصف فِيهَا جَور بني أميّة وسُوء سِيرتهم، ويحضهم عَلَى الجهاد، وَيدعُوهم إِلَيْهِ»⁣(⁣٣). وقال ابن السِّمناني علي بن محمّد الرّحبي (ت ٤٩٩ هـ): «وفي وَقتِه [أي هشام بن عبدالملك] ظَهَر أبو الحُسين زَيد بن عَلي بن الحُسين بن علي بن أبي طالب ¤ - بالكوفة - ودعَا إلى نَفسِه فَقتَلَه يُوسف بن عمر الثّقفي، وصَلبه وأحْرقَه وذارَهُ في الفُرات، وهُو إمَامُ الزيديّة»⁣(⁣٤).

  وقال ابن خلّكان أحمد بن محمّد الإربلي (ت ٦٨١ هـ): «وكانَ [أي الإمام زيد بن علي] قَد ظَهرَ في أيّام هِشَام بن عَبد الملك في سنَة اثنتين وعشرين ومَائة، ودعَا إلى نَفسِه، فَبعث إليه يُوسف بن عُمر الثّقفي»⁣(⁣٥). وقال ابن الطّقطقي علي بن محمّد (ت ٧٠٩ هـ) - والإماميّة تعدّه من رجالِهم -: «كَان زَيد مِن عُظماء أهل البيت $ عِلماً وَزُهداً وَوَرعاَ وَشَجاعَةً وَدِيناً وَكَرَمَاً. وَكان دَائماً يُحدّث نَفسَه بِالخلافة، ويَرى أنّه أهلٌ لِذَلك. ومَا زَال هذا المعنى يتردّد في نَفسِه، وَيظهر عَلى صفحات وَجهِه وفَلتَات لِسَانِه»⁣(⁣٦)،


(١) تاريخ الطبري: ٧/ ١٧١.

(٢) انظر الخبر رقم (١٣٤) في هذا الكتاب.

(٣) أنساب الأشراف: ٣/ ٢٣٨.

(٤) روضة القضاة وطريق النجاة: ٤/ ١٤٩٣.

(٥) وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: ٥/ ١٢٢.

(٦) الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية: ١٣١.