الفصل الثالث: ترجمة الإمام الأعظم زيد بن علي #:
  رَجَع إلى الكُوفَة يختلفُون إليه، وَيبُايعون لَه، ..... ، وَأرْسَل إلى أهل السَّواد وَأهل المُوصِل رِجَالاً يَدعونَ إليهِ»(١)، فالدّعوة إليه لا إلى غيرِه، وهذا مرويٌّ عن أبي مِخنف بإسنادِه في سَيرتِه هَذِه(٢). وروى البلاذُري أحمد بن يحيى بن جابر (ت ٢٧٩ هـ)، قال: «وَكتبَ زَيدٌ إِلَى أهل الآفَاق كُتباً يَصف فِيهَا جَور بني أميّة وسُوء سِيرتهم، ويحضهم عَلَى الجهاد، وَيدعُوهم إِلَيْهِ»(٣). وقال ابن السِّمناني علي بن محمّد الرّحبي (ت ٤٩٩ هـ): «وفي وَقتِه [أي هشام بن عبدالملك] ظَهَر أبو الحُسين زَيد بن عَلي بن الحُسين بن علي بن أبي طالب ¤ - بالكوفة - ودعَا إلى نَفسِه فَقتَلَه يُوسف بن عمر الثّقفي، وصَلبه وأحْرقَه وذارَهُ في الفُرات، وهُو إمَامُ الزيديّة»(٤).
  وقال ابن خلّكان أحمد بن محمّد الإربلي (ت ٦٨١ هـ): «وكانَ [أي الإمام زيد بن علي] قَد ظَهرَ في أيّام هِشَام بن عَبد الملك في سنَة اثنتين وعشرين ومَائة، ودعَا إلى نَفسِه، فَبعث إليه يُوسف بن عُمر الثّقفي»(٥). وقال ابن الطّقطقي علي بن محمّد (ت ٧٠٩ هـ) - والإماميّة تعدّه من رجالِهم -: «كَان زَيد مِن عُظماء أهل البيت $ عِلماً وَزُهداً وَوَرعاَ وَشَجاعَةً وَدِيناً وَكَرَمَاً. وَكان دَائماً يُحدّث نَفسَه بِالخلافة، ويَرى أنّه أهلٌ لِذَلك. ومَا زَال هذا المعنى يتردّد في نَفسِه، وَيظهر عَلى صفحات وَجهِه وفَلتَات لِسَانِه»(٦)،
(١) تاريخ الطبري: ٧/ ١٧١.
(٢) انظر الخبر رقم (١٣٤) في هذا الكتاب.
(٣) أنساب الأشراف: ٣/ ٢٣٨.
(٤) روضة القضاة وطريق النجاة: ٤/ ١٤٩٣.
(٥) وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: ٥/ ١٢٢.
(٦) الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية: ١٣١.