تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر 52 وكل صغير وكبير مستطر 53 إن المتقين في جنات ونهر 54 في مقعد صدق عند مليك مقتدر 55}

صفحة 79 - الجزء 3

  لا يجوزان ما جعلا له، ولا يقدران على أن يخرجا مما ركبا عليه. {فبأي آلاء ربكما تكذبان ٢١ يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ٢٢}، فاللؤلؤ هو: اللؤلؤ المعروف، المستغني بفهم من يسمع ذكره له من تفسير معناه، والمرجان فهو: شيء أحمر يخرج منه، فيجعل خرزا يلبسه من شاءه وأراده. {وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام}، فهي: قلوعها التي ترفع بالحبال، في رؤوس الأدقال؛ ليدخل الريح فيها، فتجري بها، فتحملها على ظهر الماء، بتقدير ربها. {كل من عليها فان ٢٦ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ٢٧ فبأي آلاء ربكما تكذبان ٢٨}، يخبر سبحانه: أن كل شيء فان مما عليها، وهذه التي ذكر الله سبحانه أن ما عليها يفنى - فهي: الدنيا؛ أراد بـ: «عليها»: كل من فيها، فقامت «على» مقام «في»، والدنيا فهو: كل ما خلق من سموات وأرضين، وما بينهن وفيهن من ملائكة أو جنيين أو إنسيين. {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، فمعنى: {وجه ربك} هو: ربك، أراد: الذات، لا أن ثم وجها موجها وأعضاء غيره مؤلفة؛ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا؛ فأخبر سبحانه: أن كل ما في الدنيا فان، وأنه تبارك وتعالى الوارث كل شيء الباقي. يقرأ بالخفض والياء: «ذي الجلال»، ولا يجوز أن يقرأ بالضم والواو: «ذو الجلال» كما يقرأها الجهال؛ ردا على: «ربك»، لا ردا على: «الوجه». الجلال فهو: الكبرياء والعظمة والمحال، والإكرام فهو: التقديس والإجلال والإنعام. {يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن ٢٩ فبأي آلاء ربكما تكذبان ٣٠}، معنى: {يسأله من في السموات والأرض} فهو: يطلب منه الحوائج، ويسأله الفضل والرزق، والمغفرة والرحمة. {كل يوم هو في شأن}، يقول: كل يوم في هو في تدبير ما يحتاج إليه ملكه، وتقدير أمر خلقه، من موت من يموت، وخلق من يخلق. {سنفرغ لكم أيها الثقلان ٣١ فبأي آلاء ربكما تكذبان ٣٢}، معنى: {سنفرغ لكم} هو: سنفرغ من إفناء الأجل الذي جعلناه أجلا لإمهالكم