تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر 52 وكل صغير وكبير مستطر 53 إن المتقين في جنات ونهر 54 في مقعد صدق عند مليك مقتدر 55}

صفحة 81 - الجزء 3

  {يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام}، السيماء الذي يعرف به المجرمون فهو: خلقهم وشناعتهم، واسوداد وجوههم في ذلك اليوم، مع آيات كثيره يبديها الله فيهم، ويجعلها علامات عليهم، يعرفهم بها خزنة جهنم، فحينئذ تأخذهم بنواصيهم وأقدامهم؛ والنواصي فهي: شعور رؤوسهم وأرجلهم، حتى تلقيهم في جهنم؛ وبئس المصير. {هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون ٤٣ يطوفون بينها وبين حميم آن ٤٤}، معنى: {يطوفون بينها وبين حميم آن} هو: يعذبون بها وبالحميم، والآن فهو: الشديد الحمو، الحار جدا، الذي قد انتهى وبلغ في الحرارة كل مبلغ.

  وقال # في موضع آخر منه:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {الرحمن ١ علم القرآن ٢}، إلى قوله: {والحب ذو العصف والريحان}، وعن قوله: {فبأي آلاء ربكما تكذبان}، فقلت: لم يذكر في أول هذه السورة اثنين، فمن هاذان؟

  فقوله: {الرحمن} فهو: ذو الرحمة والإحسان. {علم القرآن}، فقد يكون تعليمه له هو: تنزيله، والحض على قراءته وتعليمه، بما جعل في ذلك من الثواب لمن كان له من القارئين، وبه في الليل من المتهجدين، وقد يكون معنى ذلك هو: الدلالة منه سبحانه على تأويله، والتسديد والتوفيق لعلم غامض سننه، والمن بذلك على عباده المؤمنين، والإحسان به إلى أوليائه الشاكرين. فأما قوله: {خلق الإنسان ٣ علمه البيان ٤} فخلقه: إيجاده له، وتعليمه إياه البيان فهو: تركيبه فيه ما به يميز بين السوائة والإحسان، ويفرق به بين الخير والشر، وينقلب به فيما يحتاج إليه من الأمر، وينال به الطاعات، وينحرف به عن المهلكات، من المعقول المفطور عليه، المركب بفضل الله فيه، ومن البيان: ما جعله فيه من استطاعة القول والكلام باللسان، وما ينال به من المحاجة لمن حاجه من الإنسان. {الشمس والقمر بحسبان}، فالحسبان هو: الحساب بالأيام،