قوله تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر 52 وكل صغير وكبير مستطر 53 إن المتقين في جنات ونهر 54 في مقعد صدق عند مليك مقتدر 55}
  فإخبار منه ﷻ بما رفع السماء بلا عمد، ودلالة منه على قدرته لكل أحد، قوله: {وضع الميزان} فهو: جعل الميزان، ودل عليه، وجعله حكما عدلا بين عباده، لا حيف ولا ظلم فيه، ثم نهاهم عن الظلم فيه، وأمرهم باتباع القسط فيه، والوزن بالحق والإحسان، ونهاهم عن البخس والعدوان. ثم قال: {والأرض وضعها للأنام ١٠ فيها فاكهة}، يقول: دحاها، وللأنام مهدها، وأخرج لهم ما ذكر من فاكهتها؛ تفضلا عليهم بها، وإحسانا منه إليهم فيها، {والنخل ذات الأكمام}، فالأكمام: قشر الطلعة، والغلاف الذي يكون فيه الشماريخ، قبل اتساق أكمامها. {والحب ذو العصف والريحان}، والحب فهو: الحنطة والشعير، وغير ذلك مما جعله اللطيف الخبير، والعصف فهو: الحب الأجوف الذي لا حشو فيه، ولا صلابة لديه، وذلك [قول] الواحد الجليل فيما خبر من فعله في أصحاب الفيل، حين يقول: {فجعلهم كعصف مأكول}. ثم قال: {فبأي آلاء ربكما تكذبان}، فعنى بذلك من خلق من الإنسان والجان، والمناجيان في سورة الرحمن فهما: الثقلان؛ ألا تسمع كيف يقول سبحانه: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان}.
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #، في قوله تعالى: {والنجم والشجر يسجدان ٦}:
  وسألت عن: {والنجم والشجر يسجدان}؟
  وأما ما سألت عنه من {والنجم والشجر يسجدان}، فتأويله: يخضعان لله ويذلان، بكل ما فيهما من أصل وفرع، أو مفترق من أفنانهما أو مجتمع.
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #، فيها أيضا: وأحسن ما أرى - والله أعلم وأحكم - في تأويل قوله سبحانه: {والنجم