تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر 52 وكل صغير وكبير مستطر 53 إن المتقين في جنات ونهر 54 في مقعد صدق عند مليك مقتدر 55}

صفحة 85 - الجزء 3

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #، فيها أيضا:

  معنى قوله تعالى: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}: ويبقى ربك، وهذا التأويل يطبق عليه الكافة من الأمة؛ إذ ليس أحد منهم جوز عليه تعالى الفناء إلا وجهه، ودلالة العقل تحكم به، وهو أنه لا يجوز عليه العدم؛ لاستحقاقه البقاء لذاته، وقد نطق محكم القرآن بأنه الأول والآخر، الأول قبل كل شيء، والباقي بعد كل شيء، والظاهر بالأدلة الدالة عليه لكل مستبصر، والباطن عن إدراك الحواس، على مرور الأجراس.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي @، في قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ ٣١ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٢}:

  وبالإسناد: حدثنا محمد، قال: حدثني عبد الله، قال: حدثني عمارة، قال: حدثني عبيد الله بن العلاء، عن أبيه: أنه سأل زيدا # عن قوله ø {سنفرغ لكم أيه الثقلان ٣١}، فقال: هذا وعيد من الله ø وتهديد، كقولك للرجل عند الغضب: «سأفرغ لك وللنظر في أمرك»، وأنت غير مشغول عنه؛ ولكن تتواعده أنك ستفرغ له، وتنظر في أمره، ثم أنشد:

  سأفرغ للمعروف غير مفرط ... وعادتي المعروف والعرف أجمل

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #، في قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ ٣٩}:

  وأما قوله: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان}، فإنما أراد سبحانه: أنهم لا يسألون مسألة استخبار ولا استفهام؛ بل هو العالم بجميع الأسرار.