قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله}
  فهو: أنهم بعد الطبع لا يفقهون ولا يعون، إلا ما يوجب عليهم حجة رب العالمين.
  ثم قال سبحانه: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ٤}: ومعنى: {وإذا رأيتهم} فهو: وإذا أبصرتهم. ومعنى: {تعجبك أجسامهم} فهو: تستحسن أبدانهم. ومعنى: {وإن يقولوا} فهو: وإن ينطقوا تسمع لما نطقوا به، فيعجبك كما أعجبتك أبدانهم، وتستحسنه منهم. ومعنى: {أنهم خشب مسندة} فهو: صفة وصفهم الله بها، وشبههم بالجماد الذي لا معقول فيه، وهو من الهيئة والجلد على ما هو عليه. ومعنى: {يحسبون كل صيحة عليهم} فهو: يظنون. ومعنى: {صيحة} فهو: حركات العساكر، والإلحاح من الأصوات بالبواتر. ومعنى: {هم العدو فاحذرهم} فهو: إخبار من الله لنبيه بما أسروا من عداوته، وكتموه من بغضه؛ فحذره ما يطلبون من غرته. ومعنى: {قاتلهم الله أنى يؤفكون} فهو: لعنهم الله وأهلكهم؛ كيف يعرضون؟!
  ثم قال سبحانه: {وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون ٥}: معنى: {إذا قيل لهم} فهو: متى قيل لهم. ومعنى: {تعالوا يستغفر لكم رسول الله} فهو: أقبلوا وهلموا، يطلب لكم رسول الله العفو عنكم. ومعنى: {لووا رءوسهم} فهو: إخبار من الله بفعلهم إذا دعوا ليستغفر لهم. ومعنى: {رأيتهم يصدون وهم مستكبرون}
  فهو: سواء عليه أستغفرت لهم أم تركتهم؛ فأخبر الله نبيه أنه لن يغفر لهم؛ لما علم من تماديهم في الضلالة، وقلة رغبتهم في الهداية، وعرفهم بعد ذلك أنه لا