تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة التغابن

صفحة 143 - الجزء 3

  يفعل ويصنع، ومعنى {صالحا} فهو: حقا مرضيا. {نكفر عنه سيئاته}، معنى {نكفر} هو: نعفو. {عنه} معناها: له. {سيئاته}، ومعناها: ذنوبه وخطاياه. و {ندخله} معناها: نصيره إلى جنات، والجنات فهي: دار الرضى والخيرات، ودار الثواب والعطيات الجزيلات. {تجري من تحتها الأنهار} فهي: تسيل من تحتها، و {تحتها} فهو: أسفلها. {الأنهار} فهي: أنهار الجنة الجارية، ومياهها العذبة الطيبة، الهنية المرية. {خالدين فيها} معناها: مقيمين فيها. {أبدا} أي: فهو دائم سرمد، لا انقطاع له ولا فناء، ولا غاية لمدته ولا انقضاء. {ذلك الفوز العظيم}، معنى {ذلك} هو: ذلك الفعل، الذي فعلناه لمن أدخلناه جنتنا، وأعطيناه ثوابنا وأنلناه. {الفوز العظيم}، يقول: ذلك العطاء هو الفوز العظيم، والخير الكثير الجسيم.

  ثم أخبر سبحانه بمحل الكافرين، ومصير المكذبين، فقال: {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير}، معنى {كفروا وكذبوا بآياتنا} فهو: خالفوا وعصوا، ولم يشكروا ما أولوا وأعطوا، من ارسال المرسلين إليهم، وإثبات حجج الله سبحانه بالتبليغ فيهم. {وكذبوا بآياتنا} معناها: كذبوا بأمرنا، وجحدوا رسلنا، ولم يقروا بشيء من آياتنا، التي بعثنا بها رسلنا؛ والآيات فهي: المعجزات، وما جاء به الرسول، وأراه الخلق من آيات الله التي لا تكون إلا منه، ولا تأتي إلا عن الله من نوره. {أولئك}، معنى {أولئك} فهم: الذين فعلوا ذلك هم {أصحاب النار}، ومعنى {أصحاب النار} فهم: سكانها وأهلها. {خالدين فيها} معناها: مقيمين فيها أبدا، لا يخرجون منها إلى غيرها، ولايزالون حالين طول الدهور فيها. {وبئس المصير}، معنى {بئس} فهو: شر موئل ومصير، ومكان وقرار؛ والمصير فهو: المكان الذي يصار إليه، ويقام فيه؛ ومعنى «يصار إليه» فهو: يحل فيه، ويرجع إليه.

  {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء