تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة التغابن

صفحة 149 - الجزء 3

  {عالم الغيب والشهادة}، فمعنى {عالم} فهو: خبير بما يكون. {الغيب} فهو: ما غاب من الأشياء فلم يظهر، وأسر مما قد أسره مسر، ومما سيكون ولم يكن، فالله عالم بذلك كله، كعلمه بالظاهر المشاهد؛ ألا تسمع كيف يقول: {عالم الغيب والشهادة}؛ فالغيب هو: ما غاب مما ذكرنا، والشهادة: فهو ما أعلن وشهد وعلم فلم يستتر؛ فأخبر سبحانه أن علمه بالغيوب المستجنة، كعلمه بالشهادة الظاهرة. {العزيز الحكيم}؛ فالعزيز فهو: القوي القاهر، الغالب الظاهر. {الحكيم} فهو: ذو الحكمة المتقنة، والأفعال المحكمة، التي لا تفاوت في تدبيرها، ولا تفاوت في تقديرها؛ فتبارك الله ذو الحكمة و القدرة، والعزة الظاهرة، الذي لا إله غيره، ولا رب سواه، خالق كل شيء وفاطره، ومدبره ومقدره، رب العرش الكريم، الواحد الفرد العليم.