تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة التحريم

صفحة 167 - الجزء 3

  واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون}، فكفر صلى الله عليه وعلى أهل بيته عن يمينه، ورجع إلى جاريته، ولم يلتفت الى ما كان من أمر زوجته.

  ثم أخبر سبحانه بما كان أسر إلى بعض أزواجه، فهي عائشة، وذلك أنه كان صلى الله عليه وآله قال لها حين صاحت وألاحت، وشنعت وأشاحت: «اسكتي؛ حتى أسرك بشيء، وأخبرك بأمر»، فكان الذي أخبرها به أن قال لها: «إن أباك يلي هذا الأمر من بعدي، ثم يليه عمر من بعده»، ثم أمرها بكتمان ذلك عليه، وألا تخبر به أحدا، فيقال: إنها أخبرت به من ساعتها حفصة ابنة عمر، ثم إنهما دعتا أبويهما، فأخبرتاهما بما أخبرهما به رسول الله صلى الله عليه وآله؛ يقال: إنه عند ذلك كان سبب إعراض رسول الله عن ذكره، فلم يبكتها بشيء من أمره، فهو الذي قال الله تبارك وتعالى: {وأعرض عن بعض}. معنى: {وإذ أسر النبيء} فهو: أخفى سرا، وألقاه إليها. {إلى بعض أزواجه} فهي: عائشة. {حديثا} فهو: خبرا وسرا. {فلما نبأت به}، معنى {فلما [نبأت به]}: أظهرته وأخبرت به، ولم تحفظ فيه سره. {وأظهره الله عليه}، معنى {أظهره الله عليه} فهو: أطلعه عليه، وأعلمه بما كان من إفشائها له. {عرف بعضه} فهو: عرفها بعض ما أفشت عليه، وبعض ما كان منها فيه. {وأعرض عن بعض}، ومعنى {أعرض} هو: ترك ولم يخبر، ولم يبكت ببعض ما كان منهم في ذلك؛ فكان الذي عرفها من فعلها أنه قال لها: «لم أخبرت أباك بما استكتمت، وأخبرت حفصة وعمر، وقد جعلت ذلك لي عندك سرا»، وأعرض صلى الله عليه وعلى آله عما قيل إنه كان منهم في ذلك، فلم يذكر منه شيئا. {فلما نبأها به}، يقول: أعلمها بأنه قد علم بأمرها، واطلع على ما كان من إفشائها سره الذي كان عندها. {قالت من أنبأك هذا}، معنى: {من أنبأك}: من أعلمك وأخبرك بهذا الذي كان مني، من إفشاء سرك، وإظهار أمرك. {قال نبأني العليم