قوله تعالى: {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير 10}
  إني بوجه الله من شر البشر ...... أعوذ؛ من لم يعذ الله دمر
  فقال: «بوجه الله»، وإنما أراد: الله؛ كذلك قوله سبحانه: {سيئت وجوه الذين كفروا} أي: سيء الذين كفروا، أي: نزل بهم السوء والبلاء، عند معاينتهم للعذاب والشقاء، ومن ذلك ما يقول الله تبارك وتعالى: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ٢٧}[الرحمن]، أراد بقوله سبحانه: {ويبقى وجه ربك} أي: يبقى ربك؛ فأخبر ø: أن كل شيء هالك إلا ربه تبارك وتعالى؛ فأراد بقوله: {إلا وجهه}[القصص: ٨٨]: إلا هو، و {الذين كفروا} فهم: الذين كذبوا وأساؤوا، وظلموا وعتوا، واعتدوا وعندوا. {وقيل هذا الذي كنتم به تدعون}: فهذا قول من ملائكة الله لهم، وتوقيف منهم À للمكذبين على ما كانوا به يكذبون، من وقوع الوعد والوعيد، وما كان في ذلك من أخبار الواحد الحميد، فقالت لهم ملائكة الله المكرمون: {هذا يومكم الذي كنتم به توعدون ١٠٣}[الأنبياء]، ومعنى {توعدون} فهو: تخبرون وتعلمون، وتخوفون به وترهبون.
  ثم أمره الله سبحانه: أن يقول لهم ما يقول، ويحتج عليهم بما ثبت في القول، فقال: {قل أرءيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم}، يريد بقوله: {أرأيتم} هو أي: أخبروني وأفهموني، كيف القول عندكم {إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا}؛ فله القدرة علينا؟! فماذا عليكم في ذلك أو لكم؟! وما يضركم أو ينفعكم؟! بل هذا ما لا يضركم ولا ينفعكم، أي ذلك كان من عند ربنا فينا؛ ولن يكون منه إلينا غير الرحمة والرأفة، والفض والإحسان، والمنة والعاطفة؛ ولكن أخبروني ونبؤني: من يجيركم أيها الكافرون من عذاب أليم، إذا واقعتموه في يوم حشركم وعاينتموه؟! فلن تجدوا لأنفسكم مجيرا من الله، ولا ناصرا من دون الله؛ فهذا معنى قوله سبحانه: {قل أرءيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم}، ومعنى