قوله تعالى: {ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا 27}
  والمؤمنات، فقال: {رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات}، ومعنى {دخل بيتي} فهو: دخل إلى بيتي، ودخل في ديني مؤمنا مصححا، فكان بذلك مني ومن أهل ملتي؛ ألا تسمع كيف يقول {مؤمنا}، يريد أي: دخل إلي بقلب مؤمن، ونية صادقة؛ والمؤمنون فهم: المطيعون الذين قد أمنوا أنفسهم بطاعة ربهم، من وقوع عذابه عليهم، وكذلك معنى المؤمنات.
  ثم قال صلى الله عليه تكريرا للدعاء على الفاسقين، وتقربا بذلك إلى رب العالمين، فقال: {ولا تزد الظالمين إلا تبارا ٢٨}، والظالمون فمعناها: الذين ظلموا أنفسهم، بإدخالها في معاصي ربهم، حتى استوجبوا منه بذلك الفعل ما استوجبوا من العقاب، ومن ظلمهم لأنفسهم، وظلمهم لعباد ربهم، وغير ذلك من سائر أفعالهم المحرمة في دين الله عليهم. قوله: {إلا تبارا}، فمعنى التبار فهو: البوار، ومعنى البوار فهو: الذهاب والفناء، والنقصان في كل الأسباب.