تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة 22 إلى ربها ناظرة 23}

صفحة 301 - الجزء 3

  {يسأل أيان يوم القيامة ٦}، معنى {أيان} أي: متى يوم القيامة؟

  فأخبر سبحانه بأول أشراط يوم القيامة، فقال: {فإذا برق البصر ٧ وخسف القمر ٨ وجمع الشمس والقمر ٩}، فأخبر أن القيامة إذا كانت هذه الشروط وعوينت فهو: يوم القيامة.

  ومعنى {برق البصر ٧} فهو: شخص وحار؛ لما يرى من هول ذلك اليوم.

  {وخسف القمر ٨} فهو: سقط وذهب، وانحل وانقضى.

  ومعنى {جمع الشمس والقمر ٩} فهو: جمعا في نفاذ الإرادة فيهما، وإمضاء المشيئة في فنائهما وانقضائهما، فيقول: جمعا جميعا في حكم الذهاب والفناء، وزوالهما عن مراتبهما، وجمعا في المنع لهما عن الجولان والدوران في أفلاكهما، وصارا ممنوعين مما كانا عليه، منقولين مما كانا فيه، مجتمعين في الفناء، وفي التقطع والانقضاء، فقد انتضمهما ذلك جميعا، ونزل بهما أمر الله معا؛ فهذا معنى {وجمع الشمس والقمر ٩}.

  {يقول الإنسان يومئذ أين المفر ١٠}، يريد: أين المذهب عندما يرى من البلاء، ووقوع الوعيد عليه والجزاء؛ والإنسان الذي يقول ما ذكر الله من قول الإنسان - فهم: أهل الكبائر والعصيان.

  {كلا لا وزر ١١}، يريد بـ {كلا}: إنكارا عليه لطمعه في المفر، ومعناها: لا يكون وزر، والوزر فهو: الملجأ والمفر.

  {إلى ربك يومئذ المستقر}، معنى {المستقر} فهو: المصير والمقر.

  {ينبأ الإنسان}، أي: يعلم الإنسان ويخبر، ويوقف على فعله، ويذكر بما كان قد قدم وأخر. الإنسان فهو: الناس كلهم. {يومئذ} فهو: يوم القيامة. {بما قدم وأخر ١٣}، فمعنى {قدم} أي: ما سلف منه من العمل، ومعنى {أخر}