تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فإذا جاءت الصاخة 33}

صفحة 368 - الجزء 3

  الأغنياء، والأصحاء والأقوياء، لا على ميل ولا حيف، لقوي على مستضعف، ولا لغني على فقير، ولا لكبير على صغير؛ والحمد لله ولي كل نعمة وإحسان، وبالله نعوذ من كل حيرة وخذلان.

  ومعنى {قتل الإنسان ما أكفره ١٧} أي: لعن الإنسان ما أقل شكره، وكذلك: كل من كفر بآيات الله، ولم يصر فيما أمر به إلى مرضاة الله؛ فمن كان كذلك أو عمل بذلك - فهو من الكافرين غير الشاكرين لما أولاه، ووهب له من النعم وأعطاه، في مبتدإ خلقه، حين أنشأ من نطفة من ماء مهين، وحفظ من الرحم في مستقره، فأتم تقديره، وحسن تصويره، ثم يسره للسبيل الذي هو مخرجه من بطن أمه، بعد كماله، في لحمه وعظمه.

  ومعنى قوله سبحانه {وفاكهة وأبا ٣١ متاعا لكم ولأنعامكم ٣٢} فقال: الفاكهة هي: الكثيرة التي جعلها الله متاعا للناس ومأكلة، والأب فهو: العشب والمرعى، الذي جعله الله مرعى ومرتعا للأنعام، ومهملا للإبل؛ وإنما سمي المرعى بذلك: لذهابه، وقلة بقائه وثباته؛ ولذلك قيل فيما ذهب من الأشياء ذهابا: «ذهب كذا وكذا تبابا»، فالأب: ما ذهب من النبات والبقول؛ كذلك يذهب إذا صافت فلا يبقى، وما سواها من المراتع يكون في الصيف وتبقى، فجعل الله ذلك بينها وبين الأب بيانا وفرقا.

  انتهى الموجود من تفسير هذه السورة لمحمد بن القاسم @، والله أعلم.