قوله تعالى: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين 29}
  {وإذا النجوم انكدرت ٢}، وانكدار النجوم - والله أعلم - فهو: تتابعها سريعا، بعضها في إثر بعض، منتثرة إذا انحدرت، وذلك حين تتابع يوم القيامة منحدرة، وتتكور يومئذ منتثرة.
  {وإذا الجبال سيرت ٣}، وتسيير الجبال يومئذ - والعلم عند الله - فهو: إذا حلها الله، فلانت وعادت كثيبا مهيلا، ثم هباء منبثا فسارت؛ والله أعلم، سبحانه الذي تولى عقد الجبال، وغيرها من الأشياء كلها، وهو الله العالم بنقضها إذا أراد ذلك وحلها.
  يقول الله تعالى في هذه السورة للعرب، وهو يخبرهم عن ذهول الناس يومئذ عما يحبون؛ مما ينزل بهم من فادح الكرب.
  {وإذا العشار عطلت ٤ وإذا الوحوش حشرت ٥ وإذا البحار سجرت ٦}، والعشار: حوامل النوق من الإبل؛ وهي أنفس ما كان للعرب عندها من الأموال، التي لم يكونوا في الدنيا - لعجبهم بها - يصيرون لها إلى إغفال، فلعظم ما ينزل بهم ويعتريهم يومئذ من فادح الأهوال على ذلك - عطلوا من العشار أنفس أموالهم، وأعزها عليهم، وآثرها عندهم، وأحبها إليهم.
  ويومئذ جمعت الوحوش وحشرت، والحشر لها: الاجتماع منها بعضها إلى بعض، إذا عاينت ما يعاين، ففزعت وذعرت.
  ويومئذ تسجر البحار؛ وتسجيرها: تحريكها بالاستغفار، كما يضطرم بالسجر والتحريك مضطرم النار.
  {وإذا النفوس زوجت ٧}، تزويج النفوس - والله أعلم -: ضمها إلى الأبدان إذا نشرت.
  {وإذا الموءودة سئلت ٨ بأي ذنب قتلت ٩}، الموءودة: الأطفال، التي كان أهل الجاهلية من العرب يئدون من أولادهم ويقتلون، فحينئذ يسألون بأي