قوله تعالى: {والفجر 1 وليال عشر 2 والشفع والوتر 3 والليل إذا يسر 4 هل في ذلك قسم لذي حجر 5}
  دونهم: «جاءهم والله الخليفة»؛ فلم يكن لهم عليه قوة، ولا به طاقة، ولم يأتهم الخليفة، وإنما جاءتهم قدرته وتدبيره وسلطانه، وجنوده المبعوثة، ولا يتوهم المجيء من الله سبحانه كمجيء بدن من الأبدان، ولا زواله من مكان إلى مكان، جل عن ذلك وتقدس من هو بكل مكان موجود، لا بصفة الجسم الزائل من موضع إلى موضع المحدود.
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  إنما أراد: وجاء أمر ربك مع الملائكة المنفذين له، فقال: جاء ربك، وإنما أراد: أمر ربك.
  وقال في كتاب حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان #:
  المراد به: وجاء أمر ربك، والملك.
  وهذا تفسير السورة كاملة للإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  
  قال أبو عبد الله، محمد بن القاسم ~:
  تفسير: {والفجر ١ وليال عشر ٢ والشفع والوتر ٣ والليل إذا يسر ٤}: فما ذكر الله سبحانه من هذه الأشياء، وكرر منها في إقسامه بها، فأبان من عظيم آيات الله - لما فيها من عجائب حكمة الله، لا يخفى ذلك فيها ولا يغبى، على من وهبه الله عقلا ولبا. ولما فيها من عجائب الحكمة، ودلائل قدرة الله العظيمة - جعلها الله قسما من أقسامه لنبيه بإقسامه بها - على ما جعل فيها من حكمته؛ وأي عجيب أعجب من صدوع بياض الفجر معترضا، حتى يستطير في أفق السماء كلها عرضا، بعد سواد الليل وظلمته، وكلال الأبصار بلونه وغشوته، من هدأ في الليل من الخلق عن حركته؟!