سورة الهمزة
  والحرق، كما قال سبحانه: {كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ٢٠}[السجدة].
  وتأويل {في عمد ممددة ٩}، بعد ذكره تبارك وتعالى المؤصدة - فهو: ما يغلق به أبواب جهنم المؤصدة المطبقة، من عمد معروضة، على أبوابها ممدودة، كالمهاج والأوصاد التي تجعل على الأبواب المغلقة، وذلك من الإغلاق والغلق - فأوثق ما يغلق به كل مغلق أراد إغلاق الباب أو إطباقا؛ وذلك: أنه يأخذ ما في طرفي المغلق كله، وليس يأخذ ذلك من الأغلاق كلها غلق، وإنما يغلق كل غلق من الأبواب ما يغلق: إن كان قفلا - فإنما يغلق واسطة الأبواب، وإن كان غير ذلك فإنما يغلق جانبه من كل باب، فأما المهج والوصد فيغلق الباب كله، ويستقصى في الغلق آخره وأوله، ولاسيما إذا كان ممتدا ثابتا: مهجا كان أو وصدا؛ فأبواب جهنم وأغلاقها كلها - كالمقامع التي ذكر الله من الحديد لا تبيد، كما مقامع أهلها فيها إذا أرادوا أن يخرجوا منها: حديد، كما قال سبحانه: {ولهم مقامع من حديد ٢١}[الحج].
  ألا فسبحان من جمع في جهنم ما جمع، من أنواع الخزي والضيق للظلمة الملحدين، فقيل في يوم البعث لهم جميعا: {ادخلوا أبواب جهنم خالدين}[غافر: ٧٦].