تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة الفلق

صفحة 494 - الجزء 3

  والعقد: جمع، فهي: عقد يعقدها الساحر في خيط أو سير، كان العقد كبيرا أو غير كبير.

  وأمر رسول الله ÷ بالاستعاذة من شر الحاسد عند حسده، وتأويل {إذا} هاهنا: عند، وسواء قيل: عند، أو: إذا؛ معنى هذا فهو معنى هذا، [وشر الحاسد: ما يكون من ضره ومكره، وعداوته وكيده، وغير ذلك.]

  وليعلم إن شاء الله من قرأ تفسير هذه السور الثلاث وما بعدها من التفسير: أن كل ما فسرنا من ذلك كله - فقليل من كثير، وأن كل سبب من كلمات الله - فموصول بأسباب، عند من خصه الله بعلمها من أولي النهى والألباب، لا ينتهى فيه إلى استقصائه، ولا يوقف منه على إحصائه، كما قال سبحانه: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ١٠٩}⁣[الكهف]؛ فكلام الله جل ثناؤه في الحكمة والتبيين والهدى - فما لا يدرك له أحد غير الله منتهى ولا مدى، وكلام غير الله في الحكمة - وإن كثر وطال، وتكلم فيه قائله بما شاء من الحكمة، فأقصر أو أطال - فقد يدرك غيره من الخلق غايته ومنتهاه، وكل وجه من وجوه كلامه فلا يفتح وجها سواه؛ لأن علمه ينفد، وكله يحصى ويعد؛ وكلمات الله - كما قال الله سبحانه - لا تنفد بإحصاء، ولا يؤتى على ما فيها من خفايا العلم باستقصاء؛ وقليل علمها فكاف بمن الله كثيرا، وكلها فضياء ونور، وهدى وتبصير.