تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

سورة الناس

صفحة 495 - الجزء 3

سورة الناس

  

  هذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #

  قوله ø: {قل أعوذ برب الناس ١}:

  قال القاسم بن إبراهيم ~: هذا أمر من الله لنبيه أن يتعوذوا وأن يقولوا هذا القول، ومعناه: أستجير وألوذ برب الناس؛ فالرب هو: السيد المليك، مالكهم وفاطرهم، والقادر عليهم، والرازق لهم.

  {ملك الناس ٢}، الملك فهو: الذي ليس في ملكه شريك [معارض].

  {إله الناس ٣}، والإله فهو: الذي تأله إليه ضمائر القلوب، وهو: الرب الذي ليس بصنيع ولا مربوب.

  وتأويل: {من شر} فهو: من كل مفسد مضر.

  وتأويل: {الوسواس الخناس ٤ الذي يوسوس في صدور الناس ٥} فهو: ما وسوس في الصدور من الجنة والناس؛ والموسوس فقد يوسوس: بحضوره في الصدور ويخنس، وقد تكون الوسوسة من الموسوس في الصدور: ما يكون فيه من الذكر والخطر. وخنوس الوسواس: مفارقته وغيبته عن الصدور، ووسوسته: فما ذكرنا من الخطر والحضور.

  وما ذكر الله ø في ذلك من الوسواس - فقد يكون كما قال الله سبحانه: {من الجنة والناس ٦}، والناس فهم: الآدميون؛ فأمر الله نبيه: أن يتعوذ من شر شياطين الجن والإنس؛ فهم المغوون المردة الملاعين، من جني وإنسي؛ وفي ذلك: ما يقول الله سبحانه: {شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض}⁣[الأنعام: ١١٢]. وشياطين الإنس أقوى على الإنسان وأشد عليه من شياطين الجن.