تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا 22 حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما 23}

صفحة 216 - الجزء 1

  يحويه قول أو يناله -: الأخوات؛ فحرم بتحريمهن: بناتهن على عموماتهن⁣(⁣١)، وما ولدن بناتهن من: البنات، وبنات البنات، وإن بعدت مواليدهن على إخوة جداتهن؛ لأنهم - وإن تباعدوا منهن - أعمامهن⁣(⁣٢)، والحكم فيهن - وإن سفلن - بالتحريم على أعمام⁣(⁣٣) جداتهن كحكم أخواتهم اللواتي نطق الكتاب بتحريمهن عليهم؛ لأنهن في المعنى كبناتهم؛ إذ هن بنات أخواتهم. وكذلك حرم الله: العمات، والخالات؛ لأنهن في عداد الآباء والأمهات. وحرم الله تبارك وتعالى: بنات الإخوة، وبنات الأخوات؛ لأنهن من العمومة كالبنات؛ تعظيما منه لقربة القرابات، وتأكيدا منه على عباده في صلة الولادات؛ فصار حكم بنت أخ المسلم كحكم بنته عليه، وكذلك حكم بنت أخته لديه. ثم حرم سبحانه: الأمهات المرضعات لمن أرضعن من البنين والبنات، على: البنين، وأبناء: البنات، والبنين - وإن سفل ميلادهم -؛ لأنهن بإرضاع الآباء - وإن بعدن - أمهات الأبناء. وكذلك حرم: الأخوات من الرضاعة على إخوانهن، وحرم: الإخوة من الرضاعة على أخواتهم، فحرم بذلك نكاحهن على أبناء أخواتهن. وحرم: نكاح بنات الأخوات من الرضاعة على إخوة أمهاتهم؛ لأنهم أعمام لهن، ولا يحل نكاح الأعمام⁣(⁣٤) من الرضاعة، ولا العمات لبني الإخوة، ولا بني الأخوات، وما سفل من ذلك؛ فيحرم على: الأعلى المراضع للجد كذلك. ثم حرم سبحانه: أمهات النساء على أزواج بناتهن إذا كانوا قد دخلوا بالبنات، أو لم يدخلوا، فلا يحل لهم نكاح الأمهات؛ تعظيما منه لحرمة الأم على زوج بنتها، ونهيا منه عن أن ينكح الأم بعد ابنتها. ثم حرم ابنة المرأة على زوج أمها إذا دخل بها، وجعلها بحكمه ربيبة محرمة على زوجها، فأقامها منه في التحريم عليه بنكاح


(١) هكذا في المطبوع، وصوابه: أخوالهن. (جامعه).

(٢) هكذا في المطبوع، صوابه: أخوالهن. (جامعه).

(٣) هكذا في المطبوع، ولعله: «إخوة أعمام جداتهن»، ظناً. (جامعه).

(٤) هكذا في المطبوع، وصوابه: الأخوال. (جامعه).