قوله تعالى: {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب 116}
  الصواب»، يريد: هذا هو الحق، وهذا هو الباطل، وهذا وجه الرأي، ووجه الحق، كقوله ولا نظير: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #، وقد سئل عن الآية:
  قال محمد بن يحيى #: قد سئل عن هذه المسألة جدي القاسم #، فقال: هذا تسبيح لله، وإكبار لله ø عن أن يقول في ذلك على الله؛ ما كان وما يكون يقول، إفك مفترا مكذوب، لا يصح فيه أبدا قول في فطرة، ولا يقوم في عقل سليم ولا فكرة، فقال صلى الله عليه: {ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد}[المائدة: ١١٧]، فأنبأهم # أنه عبد له كما هم كلهم جميعا لله ø عبيد، وأخبر الله سبحانه من قوله في ذلك بما لا تنكره النصارى كلها، وإن اختلفت في أديانها، وفرقتها البلدان في كل مفترق من أوطانها، لما رأوا منه عيانا، وأيقنه من غاب عنه منهم إيقانا، من عبادته # لله سبحانه، واجتهاده في طاعة الله ø، وكان فيما عاينوا من مشابهته لهم في الخلقة - دليل مبين، على أنه عبد الله، يجري عليه من حكم الله ø في أنه عبد لله - ما جرى عليهم؛ بما بان من أثر تدبير الله وصنعه فيه وفيهم. انتهى.