قوله تعالى: {ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين 11}
  فقال: إنما سمع آدم كلامه، ولم يره جسما؛ وقد رويت في ذلك روايات كذب فيها من رواها، وكيف يقدر مخلوق أن يخلق نفسه على غير مركب خلقه، وفطرة جاعله؟! هذا ما لا يثبت ولا يصح عند من عقل وعرف الحق.
  قلت: فقد كان محمد النبي صلى الله عليه وآله يخاطب جبريل، ويعاينه على عظيم خلقه، وجسيم مركبه!
  فقال: إنما كان جبريل # ينزل على محمد ÷ في صورة لطيفة يقدر على رؤيتها وعيانها، وصح عندنا أن النبي محمدا # رأى جبريل في صورة «دحية الكلبي»، وإنما ذلك خلق أحدثه الله فيه، وركبه عليه؛ لما علم من ضعف البشر، وأنهم لا يقدرون على النظر إلى خلق الملائكة؛ لعظيم خلقهم، وجسيم مركبهم؛ فلما علم الله تبارك وتعالى من محمد ÷ ذلك، ولم يكن جبريل # يقدر على تحويل صورته ومركبه من حال إلى حال؛ لضعف المخلوقين وعجزهم عن ذلك - نقله الله سبحانه على الحالة التي رآه محمد ÷ فيها؛ نظرا منه سبحانه لنبيه ÷، وما فعله الله فليس من فعل خلقه؛ فلك في هذا كفاية إن شاء الله.
  قلت: فهل كان آدم صلى الله عليه طمع في الخلود؛ لما قاسمه إبليس على النصح؟
  قال: إنما كان ذلك منه ~ طمعا أن يبقى لطاعة الله ولعبادته، فأراد أن يزداد بذلك قربة من ربه.
  قلت: فما معنى قوله: {فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما}[طه: ١٢١]؟
  قال: معنى قوله: {بدت لهما سوآتهما} فهو: سوء فعلهما؛ لا كما يقول من جهل العلم، وقال بالمحال: إن الله كشف عورة نبيه وهتكه، وكيف يجوز ذلك على الله في أنبيائه؛ والله لا يحب أن يكشف عورة كافر به؟ فكيف يكشف عورة نبيه؟