تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون 15 أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون 16}

صفحة 7 - الجزء 2

  · قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ١٥ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٦}⁣[هود: ١٥ - ١٦]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سُئِل عنها الإمام الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون}، وقلت: فإن قال قائل من المجبرة: فإذا كان هو الموفي ذلك إليهم - أليس ذلك فعله بهم؛ فما المعنى في ذلك؟

  ثم قال: أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون.

  وكذلك الله الصادق في قوله، العادل في فعله - يفعل بمن أراد الحياة الدنيا ولهى، عن الآخرة التي تبقى؛ فإنه يوفي إليه عمله، ومعنى: {نوف إليهم أعمالهم فيها} هو: نوفي إليهم في الآخرة جزاء أعمالهم، وما حكمنا به من العقاب على من فعل مثل أفعالهم. وقوله: {وهم فيها لا يبخسون}، يريد: وهم لا يظلمون.

  وأما معنى قوله: {أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون} فهم: الأولون، من المذكورين بالميل إلى الدنيا وزينتها، والرضى بما فيها من زخرفها، دون ما هو خير منها؛ فأخبر الله سبحانه: أنه لا نصيب لهم في الآخرة - إذ لم يعملوا لها بعملها، وينصبوا في طلبها - إلا النار التي خلقت مقرا ودارا للعاصين، ومحلا لهم، وموئلا في يوم الدين. وقوله: {حبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون} هو: إخبار من الله ، عن أن يحويه قول أو يناله: أن ما كانوا يعملون في الدنيا حابط، والحابط: الباطل الذي لا منفعة له ولا حاصل؛ فأخبر سبحانه: أن أعمالهم