قوله تعالى: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}
  العرب فهو: المعين، والممد، والنصير، والمكاتف؛ تقول العرب: «ظاهرنا آل فلان على بني فلان»، أي: أعانوهم ونصروهم، وأمدوهم وكاتفوهم، كل ذلك معنى واحد؛ قال الشاعر:
  تظاهرنا بنو أسد لأنا ... وهم من خندف(١) لب اللباب
  {ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا}، يقول: إلا جحودا.
  وقوله ø: {لن نؤمن لك}، أي: لن نصدقك يا محمد، {حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا}، يريد: أنهارا في جبال مكة وأوديتها. {أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا}، يقول: خلالها، أي: بينها. {أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا}، يريد: العذاب، والكسف في لغة العرب فهو: القطع. {أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ٩٢ أو يكون لك بيت من زخرف}، يقول: من ذهب. {أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه}، قالوا: يكون الكتاب من الله إلى فلان بن فلان؛ قال الله تبارك وتعالى: {قل} يا محمد: {سبحان ربي}، أي: عظم وتنزه، {هل كنت إلا بشرا رسولا}.
  قوله {وما منع الناس}، يعني: أهل مكة. {أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى}، وهو: محمد # جاء بالبينات والحق من عند الله ø. {إلا أن قالوا ابعث الله بشرا رسولا}.
  {قل} يا محمد: {لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ٩٥ قل} يا محمد: {كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه
(١) هم ولد إلياس بن مضر، أمهم خِنْدِفُ: ليلى بنت خُلوان بن عمران، انظر القاموس المحيط وغيره.