تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا}

صفحة 159 - الجزء 2

  يدخله، ولا باطل يخالطه.

  ثم قال سبحانه: {إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى}، فذكر ø: أنهم آمنوا بربهم، وأطاعوه فيما أفترض عليهم، فزادهم عند ذلك عونا وتوفيقا، وهداية وتسديدا.

  ثم قال: {وربطنا على قلوبهم}، ومعنى الربط منه سبحانه فهو: التسديد لهم والتوفيق، حتى تثبت قلوبهم على الحق، فارتبطت به، فلم تزل عنه؛ لأن العرب تسمي من ثبت قلبه: مرتبط الجنان، مرتبط القلب؛ فلما وفقهم الله ø ارتبطت قلوبهم، وتثبتت على الحق عزائمهم، ولم تزغ مع من زاغ في قومهم، فكان ذلك من الله ø عونا لهم على طاعتهم له، وتثبيتا على تعلقهم بأمره؛ فلما كان ذلك منهم ازدادوا نورا إلى نور، وخيرا إلى خير.

  ثم قال: {إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونة إلها لقد قلنا إذا شططا}، فأخبر سبحانه بإقرارهم به وإيمانهم، وما احتجوا به في وحدانيته في خلق السموات والأرض. ومعنى: {رب السموات والأرض} فهو: خالقها ومالكها؛ فاحتجوا بعظيم صنعه على وحدانيته. ومعنى: {لن ندعوا من دونه} يقول: لن نتخذ من دونه إلها نعبده، وفي طاعة الله نشركه. {لقد قلنا إذا شططا}، والشطط فهو: المحال من القول المهلك فعله، الباطل في نفسه.

  ومعنى: {هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه ءالهة}: إخبار منهم بفعل قومهم، وما اجترأوا عليه من عظيم كفرهم.

  ثم قال سبحانه: {لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا}، يريدون بقولهم: {لولا يأتون عليهم بسلطان}، والسلطان فهو: البرهان الذي يشهد لهم بالصدق في فعلهم؛ فاحتجوا عليهم بذلك، فقالوا: لولا تأتون على ما ادعيتم من هذه الآلهة بحجة واضحة، وبينه نيرة، تصدق قولكم فيما ادعيتم من كذبكم، واتخاذكم من دون الله آلهة. ثم قال ø: {فمن