تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير 78}

صفحة 254 - الجزء 2

  يعمل لنفسه. وقال فيها أيضا: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}⁣[العنكبوت: ٦٩]، يقول: عملوا لنا، وقال في سورة الحج: {وجاهدوا في الله حق جهاده}⁣[الحج: ٧٨]، يقول: اعملوا لله حق عمله.

  وقال في كتاب الرد على مسائل المجبرة للإمام الناصر بن الهادي #، بعد أن ذكر قوله تعالى: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ}، فقال ما لفظه:

  وسماه: أبا لهم، وليس هو أباهم على الولادة؛ لأن ولد إبراهيم # خاصة يعرفون بولادته، وإنما هو: أبو المسلمين في الدين، لا في الولادة.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #، في سياق استدلاله على حجية إجماع أهل البيت $ بالآية:

  وجه الاستدلال بهذه الآية: أن الله اختارهم له شهداء، والثاني: أنه لو لم يكن قولهم حجة لما اختارهم، فالذي دل على الأصل الأول، وهو: أنه اختارهم شهداء - فظاهر الآية ينطق بذلك في قوله: {هو اجتباكم}، والاجتباء هو: الاختيار، وظهوره في اللغة يغني عن الاستشهاد عليه؛ فثبت الأصل الأول.

  وأما الأصل الثاني، وهو: أنه لا يختار له شهداء إلا من يكون قولهم حجة واجبة الاتباع - فما دل عليه عدله وحكمته يوجب ذلك؛ ألا ترى: أن قاضيا من قضاة المسلمين لو قال: «قد اخترت فلانا شاهدا، ووجب عندي قطع الحق بقوله» - لدلنا ذلك أنه قد رضي بقوله، وثبتت عدالته عنده، وأنه لا يقول إلا ما يجب العمل به؛ فعلام الغيوب أولى بذلك، إذا اختار هذا النصاب للشهادة على الناس - دل ذلك على أنهم عدول عنده، وأنهم لا يقولون إلا الحق، و {ـماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون ٣٢}⁣[يونس].

  وقول من يقول: إن عموم الآية يتناول جميع ولد إبراهيم من اليهود والنصارى، وغيرهم من ولد إبراهيم من سائر القبائل - قول لا وجه له؛ لأنه