تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم 10}

صفحة 273 - الجزء 2

  ثم قال سبحانه: {وحرم ذلك على المؤمنين}: تحريما على المؤمنين لنكاح الزانية، وتحريما على المؤمنة لنكاح الزاني، وتفريقا من الله بين الإيمان والطاعة، وبين من عصى بكبائر العصيان.

  وقال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #:

  وأما معنى قول الله تبارك وتعالى: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين} - فهو: إخبار من الله ø: أنه لا يركب الفاحشة من الزنا، ولا يطاوع الزاني بالفجور من النساء، إلا زانية من المليين، أو مشركة مستحلة للزنى من المشركين. وكذلك قوله في الزانية: لا ينكحها، ولا يركب الفاحشة منها، ولا يستحل ما حرم الله من إتيانها، إلا زان من المليين، أو مشرك مبيح في ذلك لنفسه من المشركين.

  · قوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ١٠}⁣[النور: ١٠]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين ٨ والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ٩ ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم ١٠}، ثم قال: {إن الذين ...}، فقلت: ليس هذا جواب «لولا»، إنما جوابها: «لكان»، و «لقد»؛ فكيف العمل في هذا المعنى؟

  فهذا - رحمك الله - المعنى فيه: كالمعنى في قوله: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال}⁣[الرعد: ٣١]، سواء سواء؛ أراد سبحانه: لولا فضله ورحمته لكان له