تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون 30}

صفحة 279 - الجزء 2

  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن}، إلى قوله: {لعلكم تفلحون

  فقال: الغض للبصر هو: ألا ترفع بصرها إلى من لا يجوز لها النظر إليه، وحفظ الفرج هو: حفظها عما حرم الله عليها، وإظهارهن الزينة فهو ما لا بد منه، من الكحل والخاتم؛ فهذا ما لا يقدرن بأن يسترنه. والضرب بالخمر على الجيوب فهو: إرخاء الخمر على الوجوه، حتى يبلغ الصدور، وتستتر الوجوه كلها. والخمر فهي: المقانع. وأما قوله: {أو نسائهن} فيقول: أهل ملتهن من النساء المسلمات، دون الذميات والمشركات؛ وهذه الآية تحرم على المسلمة إظهار زينتها، والتبذل للذمية. وأما ما ملكت أيمانهن فهن: الذميات المملوكات، فيقول: لا جناح عليها أن تبديها للذمية إذا كانت مملوكتها، دون الحرة منهن. {أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال} فقد قيل: إنهم العنانة، الذين لا يأتون النساء، ولا يقدرون عليهن، ولا يرغبون فيهن، ولا لهم إرب في مجامعتهن. {أو الطفل} فهو: الصغير من الغلمان، ابن الخمس والست والسبع. {الذين لم يظهروا على عورات النساء} فهم: الذين لم يعلموا ما يكون بين الرجال والنساء، ولم يفهموا ذلك، ولم يقفوا عليه بعد. والضرب بالأرجل الذي نهين عنه، فقال: كان النساء المتبرجات في الجاهلية يفعلنه، حتى يتحسحس⁣(⁣١) الحلي، وتصلصل⁣(⁣٢) الخلاخيل في أرجلهن، فيسمعوا الرجال، فيعلمون أن في أرجلهن حلي؛ فأمر الله المؤمنات: ألا يفعلن من ذلك ما كان تفعله المتزهلقات⁣(⁣٣)


(١) قال في القاموس المحيط: «تَحَسْحَسَ: تَحَرَّك».

(٢) قال في القاموس المحيط: «صَلَّ، يَصِلُّ صَليلاً: صَوَّتَ، كصَلْصَلَ صَلْصَلَةً ومُصَلْصَلاً»، «والخَلْخَلُ، ويُضَمُّ، وكبَلْبالٍ: حَلْيٌ م. والمُخَلْخَلُ: مَوْضِعُهُ من الساقِ. وتَخَلْخَلَتْ: لَبِسَتْه.»

(٣) قال في القاموس المحيط: «والزَّهْلَقَةُ: تَبْييضُ الثَّوْبِ، وضَرْبٌ من المَشْيِ.»