قوله تعالى: {قد أفلح من زكاها 9}
  تنكره، وهي ملهمة معرفة الشر إذا فعلته، ومعرفة التقوى والعمل الصالح إذا عملته؛ فليكن العبد المؤمن أبدا متيقظا، متنبها لنفسه في العمل بطاعة الله واجتناب معصيته؛ قال الله سبحانه: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ٢٠١}[الأعراف: ٢٠١]، يعني: تائبون، ولم يقل: فإذا هم مصرون.
  وقال في كتاب الأساس للإمام القاسم بن محمد #:
  أي: بما ركب الله فيها من العقول.
  · قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ٩}[الشمس: ٩]
  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #:
  يريد: قد أفلح من طهرها من عصيان الله ونقاها، حتى زكت عند الله تعالى بالطاعات، وكرمت عنده باكتساب الخيرات.
  وهذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #:
  
  {والشمس وضحاها ١ والقمر إذا تلاها ٢}:
  {والشمس} هي: الشمس في عينها، ونفسها واستدارتها. {وضحاها ٢} فهو: ما يرى من علوها في السماء وظهورها واستنارتها.
  وتأويل: {والقمر إذا تلاها ٢} فهو: اتصاله بها، وجيئته وراءها، متصلا نوره بنورها، وظهوره في الضوء بظهورها.
  وما أبين ذلك وأنوره، وأعرف ذلك وأظهره - في الليالي الغر من ليالي كل شهر؛ فنوره حينئذ بنورها متصل، ليس بين نورهما فرقة ولا فصل، وهي: ليال بيض مسفرة، مضيئة ساعاتها منيرة، عظمت في النعمة والقدر، فقيل عن النبي