تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة}

صفحة 26 - الجزء 1

  إن كنتم في شك، والشك فهو: قلة اليقين، وإذا قل اليقين وقع الارتياب والتكذيب.

  فقال سبحانه وجل عن كل شأن شأنه لهم عند ارتيابهم: فأتوا بسورة من مثله، فإن لم تأتوا بها فأعلموا أنه من الله؛ لعجزكم عنه، ولو كان من الآدميين لجئتم بمثله.

  ومعنى: {ادعوا شهداءكم}. فهو: كبرائكم الذين تقدمونهم وتصدقونهم في أقوالهم، وتستشهدونهم في أموركم، وتشهدون لهم بالتقدمة عليكم؛ فأمرهم الله تبارك وتعالى أن يأتوا بأولئك المعظمين عندهم، المقبولة شهادتهم لديهم؛ فإن أتى هؤلاء الشاكون وكبراؤهم بسورة مثل هذا القرآن فهم صادقون في قولهم: إنه ليس من الله، وذلك قوله ø: {إن كنتم صادقين}، وعند عجزهم عن الإتيان بمثله يكونون من الكاذبين وللحق من الرادين، وعند الله من المقبوحين، ولديه من المعذبين.

  ومعنى المثل فهو: الشبه للشيء حتى يكون مثله، ويكون شبيها به، وإذا كان شبها له فهو شكله، وهو في منزلته، والشبه فهو: المساوي. والعرب تسمي المثل: شيبها في الفعل، والخلق؛ وفي ذلك ما يقول الشاعر:

  لم تك من شكلي ففارقتني ... والناس أشكال لأشكال

  · قوله تعالى: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَة}⁣[البقرة: ٢٤]

  قال في كتاب فيه تفسير لبعض الأئمة:

  قال الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وقودها الناس والحجارة}، والناس هم: أهل المعاصي من الآدميين، والحجارة فقد قيل: إنها حجارة الكبريت، وقد