قوله تعالى: {وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين 76}
  الكتب وأرسل الرسل؛ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.
  وقال في كتاب حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان #:
  أراد به: هدى الجزاء على الحقيقة؛ لأنه لا يثيب من أحب في الآخرة.
  فلو كان المراد بالهداية هاهنا: في الدنيا - لكان هذا مخالفا للكتاب والسنة، ناقضا للأصول؛ لأنه قد هدى في الدنيا من أحب ومن لم يحب، وأثاب أيضا في الدنيا من أحب، فصح أن المراد: أنك لا تثيب في الآخرة من أحببت، وصح أن الجزاء يسمى هدى.
  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #:
  قوله: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}: إنك لا تثيب من أحببت؛ ولكن الله يثيب من يشاء، وهو لا يشاء إثابة غير المطيع؛ لأنه لو أثاب العاصي لكان ذلك إغراء بالمعاصي، والإغراء بالمعاصي قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح.
  · قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ٧٦}[القصص: ٧٦]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وأما ما ذكرت واحتججت به في قول الله سبحانه: {وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة}، فقلت: إذا آتاه الله ذلك فكيف تجوز مقاتلته؟
  وإنما يخرج تفسير: {وآتيناه} في هذا وفي غيره على ثلاثة وجوه:
  منها: الإملاء، وترك إزالة ملكه، فلما أن كان ø يقدر على أن يذهبه ويزيله، فتركه - جاز أن يقول: {آتيناه} على مجاز الكلام، وهذا من لغة العرب صحيح، تتعارفه بينها، إذا ترك أحدهم عقوبة مفسد عليه - قال: «أنا أمرتك