قوله تعالى: {فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل 16 ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور 17 وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين 18 فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور 19}
  · قوله تعالى: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ١٦ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ١٧ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ١٨ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ١٩}[سبأ: ١٦ - ١٩]
  وفيه أيضا، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {فأرسلنا عليهم سيل العرم}، إلى قوله: {لكل صبار شكور}؟
  فقال: هما: جنتا مأرب، كانتا كما ذكرهما الله، فكفر أهلها أنعمه، فأذهبهما، وأبدلهم مكانها ما ذكر، من هذا الخمط والأثل والسدر؛ والخمط فهو: ألفاف الشجر والشوك، والأثل فهو: هذا الأثل المعروف، الذي يسمى: الطرفاء، والسدر: فمعروف، يسمه أهل اليمن: علوبا؛ وسيل العرم فهو: السيل الغالب، الشديد الكثير، أرسله على الجنتين فقلعهما، واحتمل حجارتهما، وإنما سمي العرم؛ لأنه اشتق له من العرامة، والعرامة فهي: الصعوبة في الشيء، والإتعاب لما داناه، فلما أتعب السيل ما داناه - شبهه بذلك، فقيل: سيل العرم؛ لشدة بأسه، وتعب ما يلقى منه الشجر وغيره. والقرى التي بورك فيها فهي: قرى الشام ببيت المقدس. وقد كان منهم: ما ذكر الله سبحانه من سؤالهم وطلبتهم البعد ما بينهم، فصاروا يطلبون المرافق التي كانت حاضرة في جنتهم على البعد منهم. والقرى الظاهرة التي بينهم وبين الأرض المباركة فهي: هذه القرى المباركة، والمناهل والمدن التي بينهم وبين الشام. وتمزيقه لهم فهو: ما كان من خروج أهلها بعد خرابها إلى آفاق البلاد، وقد