تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون 82}

صفحة 394 - الجزء 2

  فقال: هذا إخبار من الله سبحانه بخطأ المشركين في أنفسهم، واتخاذهم من دونه ما لا ينصرهم ولا ينفعهم، وجعلهم لهم آلهة يعبدونهم من دون إلههم، ثم أخبر أنهم لا ينصروهم، ولا يستطيعون ذلك فيهم ولا في أنفسهم. ثم قال: {وهم لهم جند محضرون}، يقول: الآلهة التي يعبدونها من دون الله لا تنفعهم، ولا تضرهم في شيء من أمورهم، وهم مع ذلك للآلهة جند محضرون، يقول: مجتمعون على عبادتهم، وعلى التذلل والخشوع لهم، كتخشع الجند لمالكهم؛ فشبه اجتماعهم على آلهتهم، وعبادتها من دون ربها، باجتماع الجند لمالكهم؛ فسماهم بفعلهم وتذللهم وتخشعهم للآلهة: جندا، وهم لا يجدون عندهم مع ذلك مضرة ولا نفعا.

  · قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٨٢}⁣[يس: ٨٢]

  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:

  وسألت عن: قول الله ø: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}، وهو شيء قد كان وفرغ منه؟

  قال أحمد بن يحيى @: من ذلك أن العرب تجعل بدل «يكون»: «كان»؛ جائز ذلك في لغاتها؛ ألم تسمع زياد الأعجم حيث يقول:

  فانضح جوانب قبره بدمائها ... فلقد يكون أخادم وذبائح

  يريد: فلقد كان؛ لأنه قد مات.