مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

10 - زيد بن علي

صفحة 139 - الجزء 1

  قال أبو مخنف: حدثني موسى بن أبي حبيب: أنه مكث مصلوبا إلى أيام الوليد بن يزيد، فلما ظهر يحيى بن زيد كتب الوليد إلى يوسف:

  «أما بعد. فإذا أتاك كتابي هذا فانظر عجل أهل العراق فأحرقه، وانسفه في اليم نسفا، والسلام».

  فأمر به يوسف - لعنه الله - عند ذلك خراش بن حوشب⁣(⁣١). فأنزله من جذعه فأحرقه بالنار، ثم جعله في قواصر، ثم حمله في سفينة، ثم ذراه في الفرات.

  * * *

  حدثني الحسن بن عبد الله، قال: حدثنا جعفر بن يحيى الأزدي، قال: حدثنا محمد بن علي بن أخت خلاد المقري، قال: حدثنا أبو نعيم الملائي عن سماعة بن موسى الطحان، قال:

  رأيت زيد بن علي مصلوبا بالكناسة فما رأى أحد له عورة، استرسل جلد من بطنه، من قدامه ومن خلفه حتى ستر عورته.

  حدثنا علي بن الحسين، قال: حدثني الحسين بن محمد بن عفير، قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر العتكي، عن جرير بن حازم، قال: رأيت النبي ÷ في المنام، وهو متساند إلى جذع زيد بن علي وهو مصلوب، وهو يقول للناس: «أهكذا تفعلون بولدي».

  حدثنا علي بن الحسين، قال: حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن بن جعفر، قال:

  قتل زيد بن علي يوم الجمعة في صفر سنة إحدى وعشرين ومائة.

  * * *


(١) راجع الطبري ٨/ ٢٧٨.