14 - عبد الله بن معاوية
  بالكوفة ودعا الناس إلى نفسه، وعلى الكوفة يومئذ عامل ليزيد الناقص يقال له: عبد الله بن عمر، فخرج إلى ظاهر الكوفة مما يلي الحرة، فقاتل ابن معاوية قتالا شديدا(١).
  قال علي بن الحسين، قال محمد بن علي بن حمزة، عن المدائني، عن عامر بن حفص(٢)، وأخبرني به ابن عمّار، عن أحمد بن الحرث، عن المدائني:
  أن ابن عمر هذا دسّ إلى رجل من أصحاب ابن معاوية من وعد عنه بمواعيد على أن ينهزم عنه، وينهزم الناس بهزيمته(٣)، فبلغ ذلك ابن معاوية فذكره لأصحابه وقال: إذا انهزم ابن ضمرة(٤) فلا يهولنكم. فلما التقوا انهزم ابن ضمرة، وانهزم الناس معه، فلم يبق غير ابن معاوية، فجعل يقاتل وحده ويقول:
  تفرقت الظباء على خراش ... فما يدري خراش ما يصيد
  ثم ولّى وجهه منهزما فنجا وجعل [يقول للناس، و](٥) يجمع من الأطراف والنواحي من أجابه، حتى صار في عدة، فغلب على مياه الكوفة، ومياه البصرة، وهمدان، وقم، والري، وقومس وإصبهان، وفارس، وأقام هو بإصبهان(٦).
  قال: وكان الذي أخذ له البيعة بفارس محارب(٧) بن موسى مولى بني
(١) كذا في الأغاني ١١/ ٧٣ وفي النسخ «مما يلي الحيرة».
(٢) هكذا في الأغاني وفي النسخ «عامر بن جعفر».
(٣) في الطبري ٩/ ٤٨ «فدعا سرا بالكوفة وابن عمر بالحيرة، وبايعه ابن حمزة الخزاعي، فدس إليه ابن عمر فأرضاه فأرسل إليه إذا نحن التقينا بالناس انهزمت بهم فبلغ ذلك ابن معاوية».
(٤) في الأغاني «ابن حمزة».
(٥) الزيادة من الأغاني ١١/ ٧٤.
(٦) قال أبو نعيم في تاريخ إصبهان ٢/ ٤٣ «قدم عبد الله بن معاوية إصبهان متغلبا عليها أيام مروان سنة ثمان وعشرين ومائة، ومعه المنصور أبو جعفر، إلى انقضاء سنة تسع وعشرين ومائة ثم خرج منها هاربا إلى خراسان، فحبسه أبو مسلم صاحب الدولة في سجنه، ومات مسجونا سنة إحدى وثلاثين ومائة».
(٧) هكذا في الأغاني وابن الأثير ٥/ ١٤٩ والطبري ٩/ ٩٣ وفي النسخ «مخارق».