أيام أبي جعفر المنصور
  إذا أردنا صلاة أو نوما جعلناها عنا، فإذا خفنا دخول الحراس أعدناها، وكان علي بن الحسن لا يفعل، فقال له عمه: يا بني ما يمنعك أن تفعل؟ قال: لا، والله لا أخلعه أبدا حتى أجتمع أنا وأبو جعفر عند الله، فيسأله لم قيدني به.
  * * *
  حدثني علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: حدثني سليمان بن العطوس، قال: حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، قال: حدّثنا عبد ربه - يعني ابن علقمة - عن يحيى بن عبد الله، عن الذي أفلت من الثمانية، قال:
  لما أدخلنا الحبس قال علي بن الحسن: اللهم إن كان هذا من سخط منك علينا فاشدد حتى ترضى.
  فقال عبد الله بن الحسن: ما هذا يرحمك الله؟.
  ثم حدثنا عبد الله عن فاطمة الصغرى، عن أبيها، عن جدتها فاطمة بنت رسول الله ÷، قالت: قال لي رسول الله ÷: «يدفن من ولدي سبعة بشاطئ الفرات لم يسبقهم الأولون، ولا يدركهم الآخرون» فقلت: نحن ثمانية. قال: هكذا سمعت.
  قال: فلما فتحوا الباب وجدوهم موتى، وأصابوني وبي رمق وسقوني ماء، وأخرجوني فعشت.
  * * *
  حدثني علي بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن علي الحسني، قال: حدثنا الحسن، عن محمد - يعني ابن عبد الواحد - قال: حدثنا حسين بن نصر، قال: حدثنا خالد بن عيسى، عن حصين بن مخارق، عن الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن. وأخبرنا علي بن العباس البجلي، قال: حدثنا الحسين بن نصر، قال:
  حبسهم أبو جعفر في محبس ستين ليلة ما يدرون بالليل ولا بالنهار، ولا يعرفون وقت الصلاة إلّا بتسبيح علي بن الحسن(١).
(١) الطبري ٩/ ١٩٩.