مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

25 - محمد بن عبد الله بن عمرو

صفحة 183 - الجزء 1

  فقال: ما لذلك أجزع، ولكني كأني بعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان حين أموت، قد جاء في مضرّجتين أو ممصرتين⁣(⁣١)، وقد رجّل جمّته، يقول: أنا من بني عبد مناف جئت لأشهد ابن عمي، وما به إلّا أن يخطب فاطمة بنت الحسين، فإذا متّ فلا يدخلن عليّ.

  قال: فصاحت به فاطمة: أتسمع؟ قال: نعم.

  قالت: أعتقت كل مملوك لي، وتصدقت بكل مملوك لي، إن أنا تزوجت بعدك أحدا.

  قال: فسكن الحسن، وما تنفس، وما تحرك حتى قضى - رضوان الله عليه - فلما ارتفع الصياح أقبل عبد الله على الصفة التي ذكرها الحسن، فقال بعض القوم: ندخله، وقال بعضهم: لا ندخله، وقال قوم: وما يضرّ من دخوله؟.

  فدخل، وفاطمة رضوان الله عليها تصك وجهها، فأرسل إليها وصيفا كان معه، فجاء فتخطى الناس حتى دنا منها، فقال لها: يقول لك مولاي اتقي على وجهك فإن لنا فيه اربا.

  قال: فأرسلت يدها في كمها، وعرف ذلك فيها، فما لطمت حتى دفن.

  فلما انقضت عدتها خطبها، فقالت: كيف بنذري ويميني؟.

  فقال: نخلف عليك بكل عبد عبدين، وبكل شيء شيئين. ففعل فتزوجته.

  وقد حدثني أحمد بن سعيد⁣(⁣٢) في أمر تزويجه إيّاها، عن يحيى بن الحسن، عن أخيه أبي جعفر، عن محمد بن عبد الله البكري، عن اسماعيل بن يعقوب⁣(⁣٣):

  أن فاطمة بنت الحسين لما خطبها عبد الله أبت أن تتزوجه، فحلفت أمها عليها أن تزوّجه، وقامت في الشمس، وآلت ألا تبرح حتى تزوّجه، فكرهت فاطمة أن تخرج⁣(⁣٤) فتزوجته.

  * * *


(١) كذا في الأغاني وفي ط «ممسرتين» وفي ق «ممرتين».

(٢) كذا في النسخ وفي الأغاني «أحمد بن محمد بن اسماعيل الهمداني».

(٣) كذا في ط وق. وفي الخطية والأغاني «عن محمد بن عبد الله البكري، عن اسماعيل بن يعقوب».

(٤) كذا في الأغاني ١٨/ ٢٠٥ وفي ط وق «أن تخرج» وفي الخطية «أن تخرج أمها».