مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام أبي جعفر المنصور

صفحة 186 - الجزء 1

  # محمد بن عبد الله الأرقط بن علي⁣(⁣١) بن الحسين، فجئناهم فإذا بمحمد بن عبد الله يصلي على طنفسة رجل مثنية⁣(⁣٢)، فقلت: أرسلني أبي إليكم لأسألكم لأي شيء اجتمعتم؟.

  فقال عبد الله: اجتمعنا لنبايع المهدي محمد بن عبد الله.

  قالوا: وجاء جعفر بن محمد فأوسع له عبد الله بن الحسن إلى جنبه، فتكلم بمثل كلامه.

  فقال جعفر: لا تفعلوا فإن هذا الأمر لم يأت بعد [إن كنت ترى - يعني عبد الله - أن ابنك هذا هو المهدي فليس به، ولا هذا أوانه، وإن كنت إنما تريد أن تخرجه غضبا لله وليأمر بالمعروف وينه عن المنكر فأنا والله]⁣(⁣٣) لا ندعك، وأنت شيخنا، ونبايع ابنك.

  فغضب عبد الله وقال: لقد علمت خلاف ما تقول [وو الله ما أطلعك الله على غيبه]، ولكن يحملك على هذا الحسد لابني.

  فقال: والله ما ذاك يحملني، ولكن هذا وإخوته وأبناؤهم دونكم، وضرب بيده على ظهر أبي العباس، ثم ضرب بيده على كتف عبد الله بن الحسن، وقال: إنها والله ما هي إليك ولا إلى ابنيك، ولكنها لهم⁣(⁣٤). وإن ابنيك لمقتولان. ثم نهض، وتوكأ على يد عبد العزيز بن عمران الزهري. فقال: أرأيت صاحب الرداء الأصفر - يعني أبا جعفر -؟ قال: نعم. قال: فأنا والله نجده يقتله. قال له عبد العزيز: أيقتل محمدا؟ قال: نعم. قال: فقلت في نفسي: حسده وربّ الكعبة.

  قال: ثم والله ما خرجت من الدنيا حتى رأيته قتلهما.

  قال: فلما قال جعفر ذلك نفض القوم فافترقوا ولم يجتمعوا بعدها. وتبعه عبد الصمد، وأبو جعفر، فقالا يا أبا عبد الله أتقول هذا؟.


(١) في الخطية: «الأرقط بن محمد بن علي».

(٢) كذا في الإرشاد وفي النسخ «طنفسة رجل مبنية».

(٣) الزيادة من الإرشاد، ص ٢٥٣.

(٤) في ط «ولا إبنيك ولكفها لكم» وفي ق «. ولكنها لكم».