مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام أبي جعفر المنصور

صفحة 208 - الجزء 1

  وكان أبو عبيدة سيدا من سادات قريش وأجوادها⁣(⁣١).

  قال الزبير - فيما أخبرني حرمي بن أبي العلاء - قال: حدثني سليمان بن عيّاش السعدي، قال⁣(⁣٢):

  لما توفي أبو عبيدة وجدت عليه ابنته هند وجدا شديدا، فكلم عبد الله بن الحسن محمد بن يسير⁣(⁣٣) الخارجي في أن يدخل على هند بنت أبي عبيدة فيعزيها، ويؤسيها عن أبيها، فدخل معه عليها، فلما نظر إليها صاح بأبعد صوته:

  قومي اضربي عينيك يا هند لن تري ... أبا مثله تنمو إليه المفاخر⁣(⁣٤)

  وكنت إذا أثنيت أثنيت والدا ... يزين كما زان اليدين الأساور⁣(⁣٥)

  فصكت وجهها، وصاحت بحزنها وجهدها، فقال له عبد الله: ألهذا أدخلت؟! قال الخارجي: وكيف أعزي عن أبي عبيدة وأنا أعزي به!

  حدثني عمر بن عبد الله العتكي، قال: حدثنا عمر بن شبّة، قال: حدثني عبد الرحمن بن جعفر بن سليمان، قال: حدثني علي بن صالح، قال⁣(⁣٦):

  زوج عبد الملك بن مروان ابنه عبد الله هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة، وريطة بنت عبيد الله⁣(⁣٧) بن عبد المدان، لما كان يقال إنه في أولادهما، فمات عنهما عبد الله، وأطلقهما، فتزوج هندا عبد الله بن الحسن، وتزوج ريطة محمد بن علي فجاءت بأبي العباس السفاح⁣(⁣٨).


(١) في ط «وجوداتها».

(٢) الخبر في الأغاني ١٨/ ٢٠٨.

(٣) في الأغاني «ابن بشر».

(٤) كذا في الأغاني والمخطوطة، وفي ط وق «قومي اجتري».

(٥) في الأغاني «... إذا أسبلت فوقك والدا تزيني ...» وفي الخطية بعد هذا البيت:

وقد علم الأقوام أن بناته ... صوادق فيما قلنه وقواصر

(٦) الخبر في الأغاني ١٨/ ٢٠٨ - ٢٠٩.

(٧) في الأغاني «عبد الله».

(٨) المحبر ٣٣.