أيام أبي جعفر المنصور
  قال أبو زيد: وأنشدني بن داجة(١) وفليج بن إسماعيل، لعبد الله بن الحسن [بن الحسين] في هند بنت أبي عبيدة شعرا(٢):
  يا هند إنك لو علم ... ت بعاذلين تتابعا
  قالا فلم يسمع لما ... قالا وقلت بل اسمعا
  هند أحبّ إليّ من ... أهلي ومالي أجمعا(٣)
  وعصيت فيك عواذلي ... وأطعت قلبا موجعا(٤)
  * * *
  حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثني يحيى بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن، قال: سمعت عبد الله بن موسى يقول:
  حملت جدّتي هند، بعمي محمد بن عبد الله، أربع سنين، فجاءها أبو عبيدة، فقال: أنت المتحابلة على عبد الله بن الحسن فرقا أن يتزوج عليك؟ فصفقت الباب دونه، وقالت: يا أبة، لا يكذب، فو رب الكعبة البيت الحرام إني لحامل!
  فقال: أما لو فتحت الباب لعلمت ما ينزل بك اليوم مني. ثم ولدت محمد بن عبد الله على رأس أربع سنين.
  * * *
  أخبرني عمر بن عبد الله، قال: حدثنا عمر بن شبّة عن ابن دراجة(٥)، عن أبيه، قال:
  لما مات عبد الله بن عبد الملك رجعت هند بميراثها منه. فقال عبد الله بن الحسن لأمه فاطمة: اخطبي عليّ هندا. فقالت: إذن تردك، أتطمع في هند
(١) كذا في الخطية، وفي ط وق «وابن رواحة».
(٢) الأبيات في الأغاني ١٨/ ٢٠٣.
(٣) في الأغاني «من مالي وروحي فارجعا».
(٤) في الأغاني «ولقد عصيت عواذلي».
(٥) كذا في الأغاني، وفي النسخ «داجه».