مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام أبي جعفر المنصور

صفحة 209 - الجزء 1

  قال أبو زيد: وأنشدني بن داجة⁣(⁣١) وفليج بن إسماعيل، لعبد الله بن الحسن [بن الحسين] في هند بنت أبي عبيدة شعرا⁣(⁣٢):

  يا هند إنك لو علم ... ت بعاذلين تتابعا

  قالا فلم يسمع لما ... قالا وقلت بل اسمعا

  هند أحبّ إليّ من ... أهلي ومالي أجمعا⁣(⁣٣)

  وعصيت فيك عواذلي ... وأطعت قلبا موجعا⁣(⁣٤)

  * * *

  حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثني يحيى بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن، قال: سمعت عبد الله بن موسى يقول:

  حملت جدّتي هند، بعمي محمد بن عبد الله، أربع سنين، فجاءها أبو عبيدة، فقال: أنت المتحابلة على عبد الله بن الحسن فرقا أن يتزوج عليك؟ فصفقت الباب دونه، وقالت: يا أبة، لا يكذب، فو رب الكعبة البيت الحرام إني لحامل!

  فقال: أما لو فتحت الباب لعلمت ما ينزل بك اليوم مني. ثم ولدت محمد بن عبد الله على رأس أربع سنين.

  * * *

  أخبرني عمر بن عبد الله، قال: حدثنا عمر بن شبّة عن ابن دراجة⁣(⁣٥)، عن أبيه، قال:

  لما مات عبد الله بن عبد الملك رجعت هند بميراثها منه. فقال عبد الله بن الحسن لأمه فاطمة: اخطبي عليّ هندا. فقالت: إذن تردك، أتطمع في هند


(١) كذا في الخطية، وفي ط وق «وابن رواحة».

(٢) الأبيات في الأغاني ١٨/ ٢٠٣.

(٣) في الأغاني «من مالي وروحي فارجعا».

(٤) في الأغاني «ولقد عصيت عواذلي».

(٥) كذا في الأغاني، وفي النسخ «داجه».