27 - محمد بن عبد الله بن الحسن
  وقد ورثت من عبد الله ما ورثته وأنت ترب لا مال لك؟ فتركها، ومضى إلى أبي عبيدة أبي هند، فخطبها إليه. فقال: في الرحب والسعة، أمّا مني فقد زوجتك، مكانك لا تبرح. فدخل على هند، فقال: يا بنية هذا عبد الله بن الحسن أتاك خاطبا، قالت: فما قلت له؟ فقال: زوجته إيّاك. قالت: أحسنت قد أجزت ما صنعت. وأرسلت إلى عبد الله: لا تبرح حتى تدخل على أهلك. قال: فتبشرت لذلك، فبات بها معرسا من ليلته، لا تشعر أمه، فأقام سبعا، ثم أصبح في يوم سابعه غاديا على أمه، وعليه درع الطيب، وفي غير ثيابه التي تعرف. فقالت: يا بني، من أين لك هذا(١)؟ قال: من عند التي زعمت أنها تردني.
  أخبرني عمر، قال: حدثنا عمر بن شبّة، قال: حدثني هرمن أبو علي(٢) - رجل من أهل المدينة - قال: سمعته متعالما عند آل أبي طالب: أن محمدا ولد في سنة مائة، وأن عمر بن عبد العزيز فرض له في شرف العطاء.
  * * *
باب ما ذكر في تسميته بالمهدي
  حدّثني عمر بن عبد الله، قال: أخبرنا عمر بن شبّة؛ وحدثنا يحيى بن علي ب يحيى المنجم، وأحمد بن عبد العزيز، قالا: حدثنا عمر، قال: حدثني يعقوب بن القاسم بن محمد بن يحيى بن زكريا بن طلحة بن عبيد الله، قال: حدثني علي بن أبي طالب بن سرح - أحد بني تيم الله - قال: أخبرني مسمع بن غسان:
  أن فاطمة بنت الحسين كانت تقبل نساء بنيها وأهل بيتها حتى قال لها بنوها: خشينا أن نسمى بني القابلة. فقالت: إنّ لي طلبة لو ظفرت بها لتركت ما ترون. فلما كانت الليلة التي ولد فيها محمد بن عبد الله قالت: يا بني، إني أطلب أمرا وظفرت به، فلست بعائدة بعد اليوم، إن شاء الله تعالى، فهي التي أوقعت ذكره.
(١) كذا في الأغاني، وفي النسخ «من أين بك؟».
(٢) في ق «هرمز».