أيام أبي جعفر المنصور
  قال: سمعته حين أمره أبو جعفر أن يسير إلى الرّبذة، فقال: يا علي بنفسي أنت سر معي، فسرت معه إلى الرّبذة، فدخل على أبي جعفر، وقمت أنتظره، فخرج عليّ جعفر وعيناه تذرفان، فقال لي: يا علي، ما لقيت من ابن الخبيثة(١)، والله لا أمضي، ثم قال: رحم الله ابني هند إنهما إن كانا لصابرين كريمين، والله لقد مضيا ولم يصبهما دنس.
  قال: وقال غيره إنه قال: فما آسى على شيء إلّا على تركي إيّاهما لم أخرج معهما.
  * * *
  حدّثنا علي بن العباس، قال: أنبأنا بكار بن أحمد، قال: حدّثنا الحسن بن الحسين عن سليمان(٢) بن نهيك، قال:
  كان موسى، وعبد الله ابنا جعفر، عند محمد بن عبد الله، فأتاه جعفر فسلّم، ثم قال: تحب أن يصطلم أهل بيتك؟ قال: ما أحب ذلك. قال: فإن رأيت أن تأذن لي فإنك تعرف علتي. قال: قد أذنت لك. ثم التفت محمد بعد ما مضى جعفر، إلى موسى، وعبد الله ابني جعفر فقال: الحقا بأبيكما فقد أذنت لكما، فانصرفا. فالتفت جعفر فقال: ما لكما؟ قال: قد أذن لنا. فقال جعفر: ارجعا فما كنت بالذي أبخل بنفسي وبكما عنه، فرجعا فشهدا محمدا.
  أخبرنا علي بن العباس. قال حدثنا يحيى بن الحسن(٣) بن محمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن بن الفرات، عن غالب الأسدي، قال: سمعت عيسى بن زيد يقول:
  لو أنزل الله على محمد ÷ أنه باعث بعده نبيا لكان ذلك النبي محمد بن عبد الله بن الحسن.
  فقال يحيى بن الحسن - فيما حدّثني ابن سعيد عنه - قال: يعقوب(٤) بن عربي:
(١) في ط وق «ابن الحنفية».
(٢) في الخطية «سليم».
(٣) في الخطية «ووجدت في كتاب عبد الله بن علي بن عبد الله العلوي. قال حدثنا الحسن بن محمد ...».
(٤) في الخطية «يحيى بن الحسن قال يعقوب ..».