أيام أبي جعفر المنصور
  أخبرني يحيى بن علي(١). قال: حدّثنا عمر بن شبّة، قال: حدّثني يعقوب بن القاسم، عن علي بن أبي طالب #، وحدثني عمر بن راشد، وكان قد أدرك ذلك قال:
  خرج محمد بن عبد الله لليلتين بقيتا من جمادي، سنة خمس وأربعين ومائة، وعليه قلنسوة صفراء [مصرية، وجبة صفراء] وعمامة قد شد بها حقويه [وأخرى قد اعتم بها](٢) متوشحا سيفا، وهو يقول لأصحابه: لا تقتلوا لا تقتلوا(٣). وتعلّق رياح [في مشربة] في دار مروان، وأمر بالدرجة فهدمت، فصعدوا إليه وأنزلوه، وحبسوا معه أخاه العباس(٤) بن عثمان وابن مسلم بن عقبة في دار مروان.
  * * *
  أخبرني عمر بن عبد الله، قال: حدّثنا أبو زيد، قال: حدّثنا أزهر بن سعد، قال:
  دخل محمد المسجد قبل الفجر فخطب الناس، ثم حضرته الصلاة فنزل فصلى، وبايعه الناس طوعا إلّا أناسا [أرسل إليهم](٥).
  أخبرني عمر، قال: حدّثنا أبو زيد، قال: حدّثني عبد الله بن عمر بن حبيب، قال:
  حدّثني من حضر محمدا على المنبر يخطب(٦) فاعترض بلغم في حلقه فتنحنح فذهب، ثم عاد فتنحنح، ثم نظر فلم ير موضعا، فرمى نخامته
(١) في الخطية أخبرني عمر ... وحدثني علي بن راشد».
(٢) الزيادة من الطبري.
(٣) في الطبري بعد ذلك «لا تقتلوا. فلما امتنعت منهم الدار قال: ادخلوا من باب المقصورة قال: فاقتحموا وحرقوا باب الخوخة التي فيها فلم يستطع أحد أن يمر، فوضع رزام مولى القسري ترسه على النار ثم تخطى عليه فصنع الناس ما صنع ودخلوا من بابها. وقد كان بعض أصحاب رياح مارسوا على الباب وخرج من كان مع رياح في الدار من دار عبد العزيز من الحمام وتعلّق رياح».
(٤) في النسخ «أبو العباس».
(٥) الزيادة من الخطية.
(٦) في ط وق «يختطب».