مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام أبي جعفر المنصور

صفحة 234 - الجزء 1

  أخبرني عمر، قال: حدثنا أبو زيد، قال: حدثني عيسى بن عبد الله عن سعيد البربري، قال: لما بلغ أبا جعفر خروج محمد بالمدينة تنجد، وقال غيره: قال للرسول قتلته والله إن كنت صادقا⁣(⁣١).

  * * *

  أخبرني عمر بن عبد الله، قال: حدثنا أبو زيد، قال: حدثني محمد بن أبي حرب، قال:

  لما بلغ أبا جعفر ظهور محمد أشفق منه، فقال له الحارثي المنجم: ما جزعك منه؟. فو الله لو ملك الأرض ما لبث إلّا تسعين يوما.

  * * *

  أخبرنا عمر، قال: حدثنا أبو زيد، قال: حدّثنا عبد الملك بن سليمان، قال: حدثنا حبيب بن مروان⁣(⁣٢)، قال: وحدثني نسيم بن الجواري⁣(⁣٣)، قال أبو زيد: وحدثني العباس بن سفيان، مولى الحجاج بن يوسف:

  أن أبا جعفر لما خرج محمد بن عبد الله قال: إن هذا الأحمق - يعني عبد الله بن علي - لا يزال يطلع له الرأي الجيد في الحرب فادخلوا إليه فشاوروه، ولا تعلموه أني أمرتكم. فدخلوا عليه، فلما رآهم قال: لأمر ما جئتم، ما جاء بكم جميعا وقد هجرتموني منذ دهر؟.

  قالوا: استأذنا أمير المؤمنين فأذن لنا.

  قال: ليس هذا بشيء فما الخبر؟.

  قالوا: خرج محمد بن عبد الله.

  قال: إن المحبوس محبوس الرأي، فقولوا له: يخرجني [حتى يخرج


(١) انفردت الخطية بهذا الخبر. راجع قصة هذا الرسول في الطبري ٩/ ٢٠٨ - ٢٠٩.

(٢) في الطبري «حبيب بن مرزوق».

(٣) في الطبري «تسنيم بن الحواري».