أيام أبي جعفر المنصور
  أخبرني عمر، قال: حدثنا أبو زيد، قال: حدثني عيسى بن عبد الله عن سعيد البربري، قال: لما بلغ أبا جعفر خروج محمد بالمدينة تنجد، وقال غيره: قال للرسول قتلته والله إن كنت صادقا(١).
  * * *
  أخبرني عمر بن عبد الله، قال: حدثنا أبو زيد، قال: حدثني محمد بن أبي حرب، قال:
  لما بلغ أبا جعفر ظهور محمد أشفق منه، فقال له الحارثي المنجم: ما جزعك منه؟. فو الله لو ملك الأرض ما لبث إلّا تسعين يوما.
  * * *
  أخبرنا عمر، قال: حدثنا أبو زيد، قال: حدّثنا عبد الملك بن سليمان، قال: حدثنا حبيب بن مروان(٢)، قال: وحدثني نسيم بن الجواري(٣)، قال أبو زيد: وحدثني العباس بن سفيان، مولى الحجاج بن يوسف:
  أن أبا جعفر لما خرج محمد بن عبد الله قال: إن هذا الأحمق - يعني عبد الله بن علي - لا يزال يطلع له الرأي الجيد في الحرب فادخلوا إليه فشاوروه، ولا تعلموه أني أمرتكم. فدخلوا عليه، فلما رآهم قال: لأمر ما جئتم، ما جاء بكم جميعا وقد هجرتموني منذ دهر؟.
  قالوا: استأذنا أمير المؤمنين فأذن لنا.
  قال: ليس هذا بشيء فما الخبر؟.
  قالوا: خرج محمد بن عبد الله.
  قال: إن المحبوس محبوس الرأي، فقولوا له: يخرجني [حتى يخرج
(١) انفردت الخطية بهذا الخبر. راجع قصة هذا الرسول في الطبري ٩/ ٢٠٨ - ٢٠٩.
(٢) في الطبري «حبيب بن مرزوق».
(٣) في الطبري «تسنيم بن الحواري».