مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام أبي جعفر المنصور

صفحة 235 - الجزء 1

  رأيي]⁣(⁣١). فقال أبو جعفر: لو طرق محمد عليّ الباب ما أخرجته، وأنا خير له منه، وهو ملك أهل بيته.

  فقال عبد الله: إن البخل قد قتل ابن سلّامة⁣(⁣٢) فمروه فليخرج الأموال وليعط الأجناد، فإن غلب فما أوشك ما يعود إليه ماله، وإن غلب لم يقدم صاحبه على درهم، وأن يعجل الساعة حتى يأتي الكوفة فيجثم⁣(⁣٣) على أكبادهم، فإنهم شيعة أهل البيت، ثم يحفظها بالمسالح، فمن خرج منها إلى وجه من الوجوه أو أتاها [من] وجه من الوجوه ضرب عنقه، فليبعث إلى مسلم ابن قتيبة⁣(⁣٤) فينحدر عليه - وكان بالزي - وليكتب إلى أهل الشام، فليأمرهم، فليحملوا إليه أهل البأس والنجدة ما يحمله البريد، فليحسن جوائزهم، ويوجههم مع مسلم بن قتيبة. ففعل⁣(⁣٥).

  أخبرني عمر بن عبد الله، قال: حدثنا أبو زيد، قال: حدثني عبد الملك بن شيبان، قال أخبرني زيد مولى مسمع بن عبد الملك، قال:

  لما ظهر محمد بن عبد الله دعا أبو جعفر عيسى بن موسى، فقال له: قد ظهر محمد فسرّ إليه.

  قال: يا أمير المؤمنين، هؤلاء عمومتك حولك، فادعهم وشاورهم.

  قال: فأين قول ابن هرمة:

  تزور امرأ لا يمحض القوم سرّه ... ولا ينتحي الأدنين فيما يحاول

  إذا ما أتى شيئا مضى كالذي أتى ... وما قال إني فاعل فهو فاعل⁣(⁣٦)

  وقال أحمد بن الحرث الخزاز عن المدائني، قال:


(١) الزيادة من الطبري.

(٢) في المحبر ٣٤ «وأم المنصور أم ولد بربرية اسمها سلامة».

(٣) في النسخ «فيختم».

(٤) في الطبري «سلم بن قتيبة».

(٥) الطبري ٩/ ٢٠٩ وتاريخ الإسلام ٧/ ٩٥.

(٦) في ط وق «مضى للذي» وفي الطبري «كالذي أبى».