مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام أبي جعفر المنصور

صفحة 266 - الجزء 1

  بالجزع من كنفي سويقة أصبحت ... كالبرد بعد بني النبيّ قفارا⁣(⁣١)

  الحاملين إذا الحمالة أعجزت ... والأكرمين أرومة ونجارا

  والممطرين إذا المحول تتابعت ... دررا تداولها المحول غزارا

  والذّائدين إذا المخافة أبرزت ... سوق الكواعب يبتدرن حصارا

  وثبت نتيلة وثبة بعلوجها ... كانت على سلفي نتيلة عارا

  فتصلمت ساداتها وتهتّكت ... حرما محصّنة الخدور كبارا

  ولغت دماء بني النبي فأصبحت ... خضبت بها الأشداق والأظفارا

  لا تسقني بيديك إن لم أبتعث ... لبني نتيلة جحفلا جرّارا⁣(⁣٢)

  لجبا يضيق به الفضاء عرمرما ... يغشى الدكادك قسطلا موّارا⁣(⁣٣)

  فيه بنات بني الصريح ولا حق ... قبّا تغادر في الخليف مهارا⁣(⁣٤)

  يخرجن من خلل الغبار عوابسا ... يورين في حصب الأماعز نارا⁣(⁣٥)

  فننال في سلفي نتيلة ثارنا ... فيما ينال وندرك الأوتارا

  * * *

  وقال أبو الحجاج الجهني:

  بكر النعيّ بخير من وطيء الحصى ... ذي المكرمات وذي الندى والسؤدد⁣(⁣٦)

  بالخاشع البرّ الذي من هاشم ... أمسى ثقيلا في بقيع الغرقد⁣(⁣٧)


(١) في القاموس «سويقة موضع بنواحي المدينة يسكنه آل علي بن أبي طالب ¥» راجع معجم البلدان ٥/ ١٨٠.

(٢) في ط وق «لا يشتفي بيديك أن لم أنيعث».

(٣) في ط وق «لجبا يضيق به وجيش عرمرم».

(٤) في ط وق «بني الصريح ولا حق قب» وفي القاموس «الصريح كجريح فرس عبد يغوث بن حرب وآخر لبني نهشل وآخر للخم» ولا حق أفراس لمعاوية بن أبي سفيان، ولغني بن أعصر وللحازوق الخارجي، ولعتيبة بن الحارث، ولا حق الأصغر لبني أسد» والقب: جمع أقب وهو من الخيل الدقيق الخصر الضامر البطن.

(٥) الأماعز: جمع أمعز وهو المكان الغليظ الكثير الحصى.

(٦) في ط وق «بكر البغي».

(٧) في ق «بالجامع».