مقاتل الطالبيين،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أيام أبي جعفر المنصور

صفحة 267 - الجزء 1

  ظلّت سيوف بني أبيه تنوشه ... أن قام مجتهدا بدين محمد⁣(⁣١)

  * * *

  وقال عبد الله بن مصعب⁣(⁣٢):

  سالت دموعك ضلّة قد هجت لي ... برحاء وجد يبعث الأحزانا⁣(⁣٣)

  هلّا على المهدي وابني مصعب ... أذريت دمعك ساكبا تهتانا

  ولفقد إبراهيم حين تصدّعت ... عنه الجموع فواجه الأقرانا⁣(⁣٤)

  والله ما ولد الحواضن مثله ... أمضى وأرفع محتدا ومكانا⁣(⁣٥)

  وأشدّ ناهضة وأقول للتي ... تتقي مصارع أهلها العدوانا⁣(⁣٦)

  رزء لعمرك لو يصاب بمثله ... ميطان صدّع رزؤه ميطانا⁣(⁣٧)

  وقال عبد الله بن مصعب أيضا⁣(⁣٨). أنشدنيه ابن سعيد عن يحيى بن الحسن، عن اسماعيل بن يعقوب:

  يا صاحبيّ دعا الملامة واعلما ... أن لست في هذا بألوم منكما⁣(⁣٩)

  وقفا بقبر ابن النبي وسلّما ... لا بأس أن تقفا به فتسلما

  قبر تضمّن خير أهل زمانه ... حسبا وطيب سجية وتكرّما⁣(⁣١٠)

  [لم يجتنب قصد السبيل ولم يحد ... عنه ولم يفتح بفاحشة فما]⁣(⁣١١)


(١) في ط وق «بني أمية».

(٢) الطبري ٩/ ٢٣٠.

(٣) كذا في الطبري وفي النسخ «ترحا ووجدا تبعث الأحزانا».

(٤) في ط وق «فوجهوا الأقرانا».

(٥) كذا في الطبري وفي ط «ما ولدت هواضن مثلهم» وفي ق «هوازن».

(٦) وفي الطبري «تنفي مصادر عدلها البهتانا» وبعده بيت زائد.

(٧) في الطبري «مبطان» وفي القاموس: «ميطان كميزان من جبال المدينة».

(٨) الطبري ٩/ ٢٣١ وابن الأثير ٥/ ٢٢٣.

(٩) في ط وق «دع».

(١٠) بعده في الطبري:

رجل نفى بالعدل جور بلادنا ... وعفا عظيمات الأمور وأنعما.

(١١) الزيادة من الخطية وهو ثابت في الطبري وابن الأثير وبعده فيهما:

لو أعظم الحدثان شيئا قبله ... بعد النبي به لكنت المعظما

أو كان أمتع بالسلامة قبله ... أحدا الكان قصاره أن يسلما

ضحوا بإبراهيم خير ضحية ... فتصرمت أيامه وتصرما.