أيام أبي جعفر المنصور
  ظلّت سيوف بني أبيه تنوشه ... أن قام مجتهدا بدين محمد(١)
  * * *
  وقال عبد الله بن مصعب(٢):
  سالت دموعك ضلّة قد هجت لي ... برحاء وجد يبعث الأحزانا(٣)
  هلّا على المهدي وابني مصعب ... أذريت دمعك ساكبا تهتانا
  ولفقد إبراهيم حين تصدّعت ... عنه الجموع فواجه الأقرانا(٤)
  والله ما ولد الحواضن مثله ... أمضى وأرفع محتدا ومكانا(٥)
  وأشدّ ناهضة وأقول للتي ... تتقي مصارع أهلها العدوانا(٦)
  رزء لعمرك لو يصاب بمثله ... ميطان صدّع رزؤه ميطانا(٧)
  وقال عبد الله بن مصعب أيضا(٨). أنشدنيه ابن سعيد عن يحيى بن الحسن، عن اسماعيل بن يعقوب:
  يا صاحبيّ دعا الملامة واعلما ... أن لست في هذا بألوم منكما(٩)
  وقفا بقبر ابن النبي وسلّما ... لا بأس أن تقفا به فتسلما
  قبر تضمّن خير أهل زمانه ... حسبا وطيب سجية وتكرّما(١٠)
  [لم يجتنب قصد السبيل ولم يحد ... عنه ولم يفتح بفاحشة فما](١١)
(١) في ط وق «بني أمية».
(٢) الطبري ٩/ ٢٣٠.
(٣) كذا في الطبري وفي النسخ «ترحا ووجدا تبعث الأحزانا».
(٤) في ط وق «فوجهوا الأقرانا».
(٥) كذا في الطبري وفي ط «ما ولدت هواضن مثلهم» وفي ق «هوازن».
(٦) وفي الطبري «تنفي مصادر عدلها البهتانا» وبعده بيت زائد.
(٧) في الطبري «مبطان» وفي القاموس: «ميطان كميزان من جبال المدينة».
(٨) الطبري ٩/ ٢٣١ وابن الأثير ٥/ ٢٢٣.
(٩) في ط وق «دع».
(١٠) بعده في الطبري:
رجل نفى بالعدل جور بلادنا ... وعفا عظيمات الأمور وأنعما.
(١١) الزيادة من الخطية وهو ثابت في الطبري وابن الأثير وبعده فيهما:
لو أعظم الحدثان شيئا قبله ... بعد النبي به لكنت المعظما
أو كان أمتع بالسلامة قبله ... أحدا الكان قصاره أن يسلما
ضحوا بإبراهيم خير ضحية ... فتصرمت أيامه وتصرما.